responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاوي في الطب نویسنده : الرازي، أبو بكر    جلد : 6  صفحه : 359
اللَّبن كَذَلِك تعرف سَائِر الْأَشْيَاء الْأُخَر الْمُطلقَة وأحسب أَنه بِهَذَا السَّبَب كَانَت القدماء تستعمله فِي إِطْلَاق الْبَطن للبطن.
وينبغى أَن تخلط مَعَه من الْعَسَل مِقْدَار مَا يستلذه الشَّارِب وَلَا يغثى نَفسه وَكَذَلِكَ من الْملح بِمِقْدَار مَا لَا يُؤْذى حاسة الذائق.
وَمَتى أردْت أَن تطلق الْبَطن أَكثر فَاجْعَلْ الْملح أَكثر.
فَأَما اللَّبن الردىء الْخَلْط فانه يبلغ من رداءته أَن يفْسد أخلاط الْجَسَد وَلَو كَانَت جَيِّدَة. وَإِنِّي لأعرف طفْلا كَانَت جَيِّدَة مرضعته رَدِيئَة اللَّبن فَامْتَلَأَ بدنه قروحا.
وَلَو أَن حَيَوَانا رعى سقمونيا أَو يتوعا أَو نَحْوهَا لأطلق لبنة الْبَطن فَلذَلِك يجب أَن تفهم مَا قلته فِي اللَّبن مِمَّا مثلته: أَنه أَجود الأغذية فِي توليد الدَّم الْجيد اللَّبن الْجيد الَّذِي فِي غَايَة الْجَوْدَة.)
فَأَما اللَّبن الَّذِي ينقص من غَايَة الْجَوْدَة فبحسب ذَلِك نقصانه عَن الْمرتبَة الَّتِي ذكرنَا فِي نفع الْبدن إِلَّا أَن اسْتِعْمَال اللَّبن الْكثير المائية وَإِن دَامَ أقل خطرا من غَيره.
فَأَما اللَّبن الْكثير الجبنية الْقَلِيل المائية فَلَيْسَ إدمانه مَحْمُودًا لجَمِيع النَّاس وَذَلِكَ أَنه يُولد الْحَصَى فِي الكلى والسدد فِي الكبد فِيمَن كَانَت هَذِه الْأَعْضَاء مِنْهُ مستعدة لذَلِك.
فَأَما الصَّدْر والرئة ونواحيها فالألبان كلهَا مُوَافقَة لَهَا.
فَأَما الرَّأْس فالألبان غير مُوَافقَة لَهُ وتضره إِلَّا أَن يكون قَوِيا جدا وَكَذَلِكَ فان اللَّبن غير مُوَافق للجنبين إِذْ كَانَت النفخة تسرع إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد مِنْهُ ريَاح فِي أَكثر معد النَّاس.
وَإِذا طبخ اللَّبن مَعَ بعض الأغذية المولدة للخلط الغليظ ذهبت نفخته إِلَّا أَنه يكون أبلغ فِي توليد السدد والحصى.
وَهَذِه الأغذية مثل السميذ والحندروس والنشا والعطرية وخبز الفرن وَالْملَّة والفطير وَاللَّبن على مَا ذكرنَا جيد الْغذَاء كَثِيرَة إِلَّا أَنه مركب من شَيْء يعقل وَشَيْء يلطف يُطلق شَيْء يحدث السدد وَشَيْء يلطف الأخلاط الفليفة وَذَلِكَ أَن مَاء اللَّبن الأخلاط الغليظة وَذَلِكَ أَن مَاء اللَّبن يلطف الأخلاط الغليظة وَيُطلق الْبَطن.
وجبنه حَابِس للبطن مولد للأخلاط الغليظة الَّتِي من أجلهَا تحدث السدد والحصى.
وإدامة اللَّبن يضر بالأسنان واللثة وَيحدث فِي اللثة ترهلا وَفِي الْأَسْنَان سرعَة عفن وتأكل فَلذَلِك يجب أَن يتمضمض بعده بشراب ممزوج. والأجود أَن يخلط مَعَه عسل فان ذَلِك مِمَّا يذهب بالجبنية الَّتِي تلزق بالأسنان واللثة ويجلوها.
وَإِن كَانَ مِمَّا يضر رَأسه فليتمضمض بِالشرابِ الصّرْف

نام کتاب : الحاوي في الطب نویسنده : الرازي، أبو بكر    جلد : 6  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست