responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاوي في الطب نویسنده : الرازي، أبو بكر    جلد : 6  صفحه : 101
فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج أَن يلبث كثير لبث فِي التَّنور. وَبَين هذَيْن خبز متوسط فِي كَثْرَة النخالة وقلتها. والنخالة تكْثر إِمَّا لِأَنَّهُ مَعْمُول من حِنْطَة خَفِيفَة الْوَزْن رخوة أَو يكون مَعْمُولا بِغَيْر استقصاء ويقل تغذية هَذَا لهَذِهِ الْعِلَل.
وأجود أَنْوَاع الْخبز للاستمراء أَكْثَرهَا اختمارا وأجودها عَجنا المنضج بِنَار لينَة معتدلة كَيْلا يتشيط خَارجه وَيبقى دَاخله نيا فَإِن الْخبز الَّذِي حَالَته هَذِه رَدِيء من أجل أَن بَاطِنه نيء وَظَاهره خزفي. فَأَما النَّار الضعيفة فَتتْرك الْخبز نيا.
وَبَعض أَنْوَاع الْخبز أوفق لبَعض الْأَبدَان فأوفق الْخبز للَّذين يرتاضون رياضة صعبة كَثِيرَة الَّذِي لم يستحكم نضجه وَلَيْسَ فِيهِ خمير وَلَا ملح كثير. وَأما للمشايخ والتاركين الرياضة والناقهين فالكثير الخمير الْمُحكم النضج.
فَأَما الفطير فَإِنَّهُ غير مُوَافق لأحد من النَّاس وَلَا يقدر على استمرائه الفلاحون على أَنهم أَشد النَّاس وَأَكْثَرهم كدا فضلا عَن غَيرهم وهم أقوى النَّاس على استمراء لجَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة.
فَأَما خبز الفرن فَإِنَّهُ دون خبز التَّنور فِي الْحَمد لِأَن بَاطِنه لَا ينضج كنضج ظَاهره.
وَأما خبز الطابق وَالْخبْز الَّذِي يدْفن فِي الْجَمْر وخبز الْملَّة فكله رَدِيء لِأَن بَاطِنه نيء لَا ينضج بالسواء.
وَأما الْخبز المغسول فَإِنَّهُ قَلِيل الْغذَاء وَهُوَ أبعد أَنْوَاع الْخبز عَن توليد السدد لِأَن لزوجته وغلظه)
وَقَالَ روفس: الْخبز الخشكار يلين الْبَطن والحواري يعقله والمختمر يلين والفطير يشد الطبيعة والرغيف الْكَبِير أخف من الرَّغِيف الصَّغِير وَأكْثر غذَاء وخبز الفرن أرطب من خبز التَّنور وخبز الْملَّة يعقل الْبَطن والمعمول بِاللَّبنِ كثير الْغذَاء وَالْخبْز الْحَار يسخن ويجفف والبارد لَا يفعل ذَلِك وَالْخبْز الَّذِي من الْحِنْطَة السمينة الحديثة يسمن.
وَحكى حنين عَن روفس: أَن الْخبز كلما كَانَ أنقى كَانَ الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهُ أَجود لكنه أَبْطَأَ انحدارا وَمَا كَانَ أَكثر نخالة كَانَ خلطه رديا وَخُرُوجه أسْرع.
وَقَالَ ابْن ماسويه: أفضل الْخبز وَأَكْثَره غذَاء السميد وَهُوَ أَبْطَأَ انحدارا وهضما لقلَّة نخالته.
ويتلوه خبز الْحوَاري فِي ذَلِك ثمَّ الخشكار وَأحمد أَوْقَات أكله فِي آخر الْيَوْم الَّذِي يخبز فِيهِ أَو من غير ذَلِك الْيَوْم قبل أَن يصلب ويجف.
وَقَالَ ج: كل خبز ومتخذ من الْحِنْطَة مسخن إِلَّا الْخبز المغسول فَإِنَّهُ قد صَار فِي قوته كالنشا.
وَحكى حنين عَن اثيناوس أَن خبز الْحِنْطَة المكتنزة لِاكْتِسَابِ الصِّحَّة أردأ وَهُوَ لتقوية الْقُوَّة أصلح وبالضد.

نام کتاب : الحاوي في الطب نویسنده : الرازي، أبو بكر    جلد : 6  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست