responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 53
وإلا فما "الطبيعة" في مجال البحث العلمي على الخصوص؟
ومن أين لها صفة الخلق؟ والخلق بهذه الدقة المعجزة التي يتحدثون عنها سواء في الفلك أو الكيمياء أو الفيزياء أو الطب أو علم وظائف الأعضاء أو علم الحياة؟!
ثم إذا كانت -كما يقول دارون- تخلق دون قصد معين ولا تدبير، فكيف خلقت الإنسان الذي يتصف بالقصد والتدبير؟ أي: بعبارة أخرى: كيف يخلق الخالق من هو أعلى منه وأكمل وأدق؟!
ألا إنها أسطورة "علمية! " ضخمة في عصر العلم! ومع ذلك فهي العملة السارية في كل كتب العلم الغربي بلا استثناء! اقرأ في أي كتاب علمي تجد "الطبيعة" Nature مشارًا إليها على أنها الخالق الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون!
إنها المهرب الوجداني الذي لجأت إليه أوروبا لتهرب من إله الكنيسة وتجد ما تتعبده في ذات الوقت، إذ الإنسان مفطور على العبادة سواء في ضلاله أو هداه.. أما أن يتحدث عنها الذين يسمون أنفسهم "علماء! " وبصيغة الجد لا الهزل. فمهزلة لا يفسرها شيء إلا حقيقة واحدة، هي أن الإنسان حين ينتكس في جاهليته -بعيدًا عن الهدي الرباني- يمكن أن يصدر عنه أي شيء على الإطلاق.. مهما كان بعيدًا عن المنطق وبعيدًا عن المعقول.
ولكن الجريمة الكبرى في هذا الشأن تقع على عاتق الكنيسة بادئ ذي بدء، التي أقامت ذلك الحاجز من العداء بين الدين والعلم، الذي ظل يتفاقم حتى وصل -على يد الشياطين- إلى استخدام العلم ذريعة إلى القضاء على الدين.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست