responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 52
كذلك نفى القصد والغاية من أي شيء في هذا الكون نفيًا "علميا"!!
وراح "العلماء"! يتذرعون بشتى الذرائع لإبعاد الحديث عن القصد والغاية من مجال البحث العلمي كقولهم إن هذا من شأن الفلسفة، أما العلم فمهمته تسجيل "الحقائق! " كما هي دون إعطاء تفسير مسبق لها. أو قولهم إن هذا شأن "الميتافيزيقا" "أي: ما وراء الطبيعة" ولكن العلم محصور في ظواهر الطبيعة يسجلها ويحاول أن يفسرها تفسيرًا "علميا! " أي: في حدود ما تدركه الحواس..
والحقيقة من وراء ذلك هي إبعاد كل ظل للدين من البحث العلمي انتقامًا من موقف الكنيسة التي حاربت العلم باسم الدين!! ذلك أن الحديث عن "الغاية" هو حديث عن الله سبحانه وتعالى وغايته من خلق هذا الكون على الصورة التي خلقه عليها. ثم إنه يتضمن التزامًا معينًا تجاه الله سبحانه وتعالى، هو التزام الغاية التي من أجلها خلق الله الإنسان في هذا الكون.. والعلم الذي نشأ في ظل العداء مع الدين لا يريد أن يلتزم بشيء ألبتة تجاه الدين وتجاه الله؛ لأن الالتزام -عندهم- لا يجري إلا من خلال الكنيسة، والكنيسة هي الطغيان!
بل بلغ الأمر إلى نفي القصد لا إبعاده عن مجال البحث العلمي فحسب! وخرجت نظريات "علمية!! " تقول إن الكون وجد بالصدفة! وإن الحياة ظهرت على سطح الأرض بالصدفة!
بل حين أسند الخلق إلى "الطبيعة" بدلًا من الله نفى القصد عن الطبيعة وقال قائلهم "دارون" إن الطبيعة تخبط خبط عشواء! Nature woks haphazadly.
وهذه "الطبيعة" ذاتها، وتأليهها ونسبة الخلق إليها.. لقد كانت إحدى الخطايا المترتبة على الخطيئة التي اقترفتها الكنيسة من قبل بوقوفوها موقف العداء من العلم والعلماء..
إن تأليه الطبيعة -سواء في مجال العلم أو الفن أو أي مجال آخر- لهو المهرب الوجداني الذي لجأت إليه أوروبا لتهرب من إله الكنيسة الذي تستعبد الناس باسمه في كل مجالات الحياة: الروحية والفكرية والمالية والسياسية والعلمية.. إلخ، وتخترع إلها آخر له معظم صفات الله الخالق البارئ المصور، ولكن ليست له كنيسة وليست له التزامات!

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست