responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 487
6- في الفن:
كان الفن في أوروبا في فترة الجاهلية الكنسية فنا دينيا بمعنى أنه موجه لخدمة الدين، وكان يحمل كل ما في العقيدة الكنسية من انحراف، إذ كان كله موجها لتمجيد "الرب" الذي ألهته الكنيسة وهو المسيح عيسى ابن مريم، أو تمجيد الأقانيم الثلاثة عامة: الأب والابن والروح القدس، مع مريم البتول ومجموعة من القديسين.. سواء بالشعر أو النثر أو الرسم أو التصوير "بمعنى إقامة التماثيل".
وقد لاحظت في كتاب "جاهلية القرن العشرين" ملاحظة خاصة بالفن الأوروبي، وقلت إنها معروضة للدراسة لمن أراد أن يدرس، تلك هي أن الفن الأوروبي في جميع أدواره التاريخية كان مشغولا بالمعبود.. فحين كان المعبود في الجاهلية الإغريقية مجموعة من الآلهة المختلفة توجه الفن الإغريقي إلى تلك الآلهة سواء في الأساطير أو المسرحيات أو التماثيل، وحين انتقلت أوروبا إلى المسيحية عني الفن بالإله كما صورته الكنيسة، وحين كفرت أوروبا بإله الكنيسة وألهت الطبيعة اتجه الفن إلى المعبود الجديد وخاصة في الفترة الرومانسية، وحين صار المعبود هو "الإنسان" اتجه الفن كله إلى دراسة الإنسان في جميع أوضاعه.

معينة هي في أصلها الأمانة المؤداة إلى الله.. فحفلت وسائل الإعلام جميعا من أول الكتاب إلى التلفزيون، مرورا بالصحيفة والمسرح والسينما والإذاعة، بكل صنوف التضليل والكذب والخداع والغش وإفساد العقيدة وإفساد الأخلاق.
ثم أزيحت من مجال العلاقات الجنسية بصفة خاصة -وهي أدق مجالات الأخلاق- فقيل إن الجنس مسألة "بيولوجية" لا علاقة لها بالأخلاق! أي: مسألة ذكر وأثنى يجري بينهما ما يجري بين الذكر والأنثى.. بلا قيود ولا أخلاق ولا ضبط ولا تصعيد.. وكانت الحمأة الدنسة التي تردت فيها البشرية، وكان السعار الجنسي المجنون الذي لا يشبع ولا يرتوي ولا يفيق ...
وأخيرا أفرغت الأخلاق ذاتها من مضمونها حين قيل إنه ليس لها وجود ذاتي، إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية، أو إنها من صنع العقل الجمعي وإنها تتغير على الدوام ولا تثبت على حال!
وسقط "الإنسان" بسقوط الأخلاق!

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست