responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 488
واليوم صارت المعبودات فوضى وتمثلت الفوضى كذلك في الفن الأوروبي الحديث!
وهذه نقطة فنية على أي حال ليس مجالها التفصيلي في هذا الكتاب إنما ينبغي أن تدرس دراسة نقدية متخصصة.
ثم إني ألفت كتابا كاملا هو "منهج الفن الإسلامي" لأبين العلاقة بين الفن الصحيح والدين الصحيح، وكيف تكون مجالات الفن الملتزم بالدين. وكيف أن ارتباط الفن بالدين لا يضيق مجالاته كما يفهم البعض، ولا يحوله إلى مواعظ دينية كما يفهم البعض الآخر، إنما يوسع مجالاته في الحقيقة ويعمقها، ولكنه ينظفها فقط ويطهرها من الأرجاس.
وليس هنا مجال إعادة الحديث في هذه الموضوعات.
إنما نحن هنا نتحدث فقط عن آثار العلمانية في الفن الأوروبي.
فأول آثارها -في التسلسل التاريخي- هو عبادة الطبيعة في الفترة الرومانسية.
وليس ثمة عيب -كما قلنا من قبل- في مناجاة الطبيعة والتفاعل معها والحفاوة بها، فذلك كله أمر طبيعي في النفس السوية، ذلك أن الله خلق الكون جميلا ثم جعل في النفس البشرية حاسة تلتقط الجمال وتنفعل به، والقرآن يوجه الحس توجيها صريحا لرؤية الجمال في الكون والإحساس به, لا في الورود والأزهار والجبال والوديان فحسب، بل في الأنعام كذلك، التي هي مظنة الفائدة وحدها.
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [1].
{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [2].
{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ

[1] سورة النحل: 5, 6.
[2] سورة الأنعام: 99.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست