responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 479
[4]- في العلم:
بدأ الصراع بين الدين والعلم حين هاجمت الكنيسة العلماء الذين قالوا بكروية الأرض وهددتهم بالحرق أحياء في الأفران.. وكانت الكنيسة هي المعتدية بلا شك، وكانت حماقة شنيعة منها أن تقف هذا الموقف من أمور علمية بحتة، يخطئ العلماء فيها أو يصيبون ولكنها تظل في دائرة العلم لا يتدخل فيها "رجال لدين" لأن الدين الصحيح لم يحرم البحث العلمي، وإنما لفت نظر البشر إلى آيات الله في الكون, وقال لهم تفكروا فيها وتدبروا لتعرفوا قدرة الخالق العظيم، دون أن يقيدهم بنظرية معينة في تفسير ظواهر الكون، بل ترك ذلك للعقل البشري يحاول فيه بقدر ما يطيق..
ولكن الاحتجاج بحماقة الكنيسة لفصل الدين عن العلم أو بذر بذور العداء بين الدين والعلم كان في ذاته حماقة أشد!
فلتكن الكنيسة حمقاء بقدر ما تكون ... ولكن الفطرة السوية لا تفصل بين الدين والعلم؛ لأن كلا منهما نزعة فطرية سوية لازمة للكيان البشري، ولازمة لمهمة الخلافة التي وجد الإنسان من أجلها في الأرض.
الإنسان عابد بطبعه، راغب في المعرفة بطبعه..
ولا تعارض في الفطرة السوية بين نزعة العبادة ونزعة المعرفة، ولا بين الإيمان بالغيب والإيمان بما تدركه الحواس.
ولقد خلق الله الإنسان ليعبده:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [1].
وجعل من بين العبادة عمارة الأرض:
{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [2].
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [3].
وجعل من الأدوات المعينة على عمارة الأرض العلم النظري في صورة "معلومات" عن الكون، والعلم التطبيقي في صورة تسخير طاقات السموات والأرض للإنسان.
{عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [4].
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً

[1] سورة الذاريات: 56.
[2] سورة هود: 61.
[3] سورة الملك: 15.
[4] سورة العلق: 4, 5.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست