responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 478
جاءت الثورة الصناعية "فحررت" المرأة.. أي: استعبدتها "والرجل كذلك" لأغراضها الخاصة، وكانت "أغراضها" قدرا من الشر لا يخطر على بال إنسان..
تحررت المرأة فتحللت من القيود كلها، وفي مقدمتها قيود الدين وقيود الأخلاق.
وطالبت بالمساواة الكاملة مع الرجل فرفضت أن يكون قيما عليها؛ لأن القوامة لا تصلح بين الأنداد!
واشتغلت، فانشغلت عن مهمتها الأولى في تربية النشء.
وتفككت الأسرة وانحل البيت وتشرد الأطفال، وتكونت منهم عصابات جانحة ترتكب الجرائم لمجرد سد الفراغ.
وانحلت روابط المجتمع فصار كل إنسان يعيش وحده.. حتى الأسرة.. الزوج له عمله ومغامراته، والزوجة لها عملها ومغامراتها ... والأولاد يغادرون البيت في سن معينة ولا يعودون بعد ذلك، ولا يربطهم بالأب والأم رباط، إلا زيارات خاطفة في مناسبات متباعدة في أحسن الأحوال.. ويكبر الأبوان في تلك العزلة الباردة فلا يجدان من يطرق عليهما الباب.. فينشدان سلواهما في الكلاب!
وانتشر الشذوذ لأسباب كثيرة، من بينها -كما يقولون هم بأفواههم- رفض المرأة للقوامة وضياع سيطرة الأب ...
وفي جانب آخر من الأرض قامت "فلسفة" بشرية مغايرة، وإن كانت تشترك مع سابقتها في كثير من السمات!
تشترك معها في إخراج المرأة من البيت وشغلها عن الأسرة والأولاد.
وتشترك معها في تحطيم كيان الأسرة ...
وتشترك معها في حل روابط المجتمع ...
ولكنها تختلف عنها في الطريقة!
في الأولى يتم تحطيم المجتمع عن طريق تضخيم الفرد وجعله هو الأساس.
فيتحطم المجتمع نتيجة المبالغة في إحساس الفرد بذاتيته الزائدة عن الحد.
وأما الثانية فتجعل المجموع هو الأساس لا الفرد، فتسحق الفرد من أجل المجموع، ثم تعود فتحطم المجتمع نتيجة تحويله إلى مجموعة من الأصفار كل منهم بلا مشاعر ولا كيان!

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست