responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 43
يكتبها الناس قبل موتهم. فقد فرضت الكنيسة على الناس ألا يكتبوا وصاياهم إلا على يد القسيس! وما دام القسيس حاضرًا وقت كتابة الوصية فقد أصبح الواجب -من باب "المجاملة" على الأقل- أن يهب الوصي شيئًا من ماله للكنيسة حتى لا يكون مجافيًا للذوق! أو حتى يتحاشى ما هو أخطر من ذلك: غضب الأرباب المؤدي إلى غضب رب الأرباب!!
أما السخرة فقد كانت الكنيسة تفرضها على رعاياها بالعمل يومًا واحدًا في الأسبوع بالمجان في أراضي الكنيسة الواسعة. فيعمل التعساء ستة أيام في الأسبوع ليجدوا خبز الكفاف لهم ولأسرهم، ثم يعملون اليوم السابع -يوم الراحة- سخرة في أراضي الكنيسة لكي توفر الأخيرة أجور العمال التي كان المفروض أن تدفعها لقاء زراعة إقطاعياتها الواسعة وجني حاصلاتها وتزداد بذلك اكتنازًا وضراوة في طلب المزيد من المال!
لقد كان من السهل على الكنيسة أن تمارس ذلك الطغيان المالي وهي تملك ذلك النفوذ الطاغي على أرواح الناس وعقولهم. فما هي إلا أن تصدر الأمر فيطيع العبيد صاغرين!

د- الطغيان السياسي:
زعمت الكنيسة أن المسيح عليه السلام قد أعطى قيصر وحكمه شرعية الوجود، حين وضعت على لسانه هذه الكلمات: "إذن أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وفسرتها -عمليا- بترك القانون الروماني يحكم العالم المسيحي بدلًا من شريعة الله.
ورغم أن هذا تفسير خاطئ لدين الله المنزل على عيسى ابن مريم رسول الله، فقد كان مقتضاه -المنطقي- أن تتفرغ الكنيسة لشئون الآخرة وشئون الروح، وتترك قيصر يحكم عالم الأرض وعالم الأبدان.
ولكنها لم تكن في شيء من سلوكها العملي منطقية مع الذي تقوله بأفواهها أو تعلنه من مبادئها. فقد ادعت لنفسها سلطة دنيوية "أو زمنية Temporal كما يسمونها في التاريخ الأوروبي" نازعت بها الأباطرة والملوك وأخضعتهم لسلطانها.
ونحن المسلمين لا ننكر -من حيث المبدأ- أن يكون لمن يقوم على أمر الدين في الأرض سلطان على الأباطرة والملوك، وإن كنا لا نعرف -في الإسلام- شيئًا

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست