responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 426
التي تقول إن تلك الملكية الجماعية المزعومة يمكن أن تحل محل الملكية الفردية. لقد زعمت النظرية الشيوعية أن الأصل في الإنسان هو الملكية الجماعية, وأن الملكية الفردية هي انحراف شرير وقعت فيه البشرية بعد اكتشاف الزراعة، وأن الشيوعية الثانية سترد الإنسان إلى أصله "فيستمتع" بالملكية الجماعية ويشفى من هذا الانحراف الخطير الذي أفسد إنسانيته وأشاع الظلم في المجتمع البشري لقرون عديدة من الزمان!
ثم فرضت "الدولة" الأمر فرضا بالحديد والنار..
فهل شفيت النفوس من الداء وسلمت من الانحراف، وارتدت إلى أصلها الملائكي المزعوم؟!
إن الذي حدث بالفعل -وأشرنا إليه من قبل- أن "النظام" تراجع في عهد ستالين ثم في عهد خروشوف عدة تراجعات.
ففي المرحلة الثانية من عهد ستالين كان "النظام" في حاجة إلى زيادة الإنتاج، ومن ثم أعلن ستالين أنه من أراد من العمال -بعد وحدة العمل الإجبارية الأولى- أن يقوم بوحدة ثانية إضافية فسيكون له عليها أجر إضافي يستطيع به أن يحسن أحواله المعيشية فيشتري أنواعا من الطعام أفخر, أو كميات أكبر, وأنواعا من الملابس أرقى مما توفره وحدة العمل الإجبارية.
وموضع الدلالة أن الدولة حين احتاجت إلى زيادة الإنتاج لم تجد وسيلة إليه إلا إثارة الحافز الفردي والالتجاء إليه. ولو كانت ترى -أو تعتقد في دخيلة نفسها- أنه يمكن زيادة الإنتاج دون الالتجاء للحافز الفردي لفعلت، خاصة وهي تملك الحديد والنار وتستخدمهما -بإسراف- في جميع المجالات، ذلك أن الالتجاء للحافز الفردي -أيا تكن مبرراته التي تلقى أمام الناس- هو تراجع عن أصل من أصول النظرية، وهو الأصل القائل بأن الملكية الفردية ليست شيئا فطريا, وأن الأصل في الناس هو الملكية الجماعية!
موضع الدلالة إذن أن كل بطش الدولة لم يستطع أن "يشفي" الناس من الحافز الفردي ويضع الحافز الجماعي مكانه، ومعنى ذلك أن الحافظ الفردي -الوثيق الصلة بالملكية الفردية- عميق عميق في الفطرة إلى حد لا يمكن انتزاعه، ولو استخدمت في انتزاعه كل وسائل البطش والإرهاب.
ثم حدث في فترة حكم خروشوف أن تزايد نقصان المحاصيل الزراعية "وكان هذا التناقص قد بدأ في عهد ستالين ذاته ولكنه لم يكن محسوسا

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست