responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 419
4- المساواة في الأجور:
تقوم النظرية الشيوعية على أساس مبدأ المساواة بين جميع الأفراد في المجتمع؛ لأن هذه هي الصورة التي كانت عليها البشرية في الشيوعية الأولى، وهي -عندهم- الأصل الذي تستمد منه كل المبادئ التي ينبغي أن تعود إليها البشرية.
تقول النظرية إن أول صورة للوجود البشري هي التعبير الطبيعي عن هذا الوجود، وإن أي انحراف طرأ بعد ذلك لا ينبغي أن يعتد به, بل ينبغي أن تعود البشرية فتصحح أوضاعها بالرجوع إلى الصورة الطبيعية التي كانت عليها أول مرة.
وفي الشيوعية الأولى كان جميع الأفراد متساوين في الحقوق والواجبات، وفي المأكل والملبس والمسكن والجنس، فينبغي أن تكون هذه هي الصورة الدائمة للبشرية، ولكن التطور الذي حدث بعد اكتشاف الزراعة غير هذا المبدأ الجميل، وأخل بالمساواة التي كانت قائمة في المجتمع الشيوعي الأول، فأصبح بعض الناس مالكين وبعضهم غير مالكين، فاختلفت الحقوق والواجبات بين المالكين وغير المالكين، وأصبحت للمالكين امتيازات اقتصادية "ومن ثم سياسية واجتماعية" تميزهم عن غير المالكين.
ولكن عدم المساواة ليس أصلا من أصول الوجود البشري، ومن ثم فهو ظلم ينبغي إزالته، وطريقة إزالته -بعد إلغاء الملكية الفردية وأيلولة الإشراف على الإنتاج إلى الدولة- أن تسوي الدولة بين أجور جميع العاملين، لكي تتحقق المساواة التامة في كل شيء، ويزول الظلم الذي عاشت فيه البشرية عدة قرون.
ومن أجل تقرير هذه المساواة قررت وحدة عمل إجبارية ينبغي على كل قادر أن يقوم بها، وتصرف للعامل بمقتضاها كل حاجاته الأساسية من مسكن وملبس ومطعم على قدم المساواة.
وعلى هذا النحو تحقق الشيوعية الثانية ما كان قائما من المساواة في الشيوعية الأولى، وتلغي الفوارق والامتيازات الطبقية التي أحدثتها فترات الظلم في الحياة البشرية، وهي فترات الرق والإقطاع والرأسمالية.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست