responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 321
معظم أوجه نشاط الإنسان وخواصه نتائج ثانوية لخواصه الأصلية، ولذلك فهي مثلها فذة من الناحية البيولوجية".
"ثم إن التخاطب والألعاب المنظمة والتعليم والعمل بأجر وفلاحة البساتين والمسرح والضمير والواجب والخطيئة والذلة والرذيلة والندم. كلها نتائج ثانوية "لخصائصه الأصلية" والصعوبة في الواقع هي إيجاد نشاط للإنسان لا يكون فريدا. بل إن الصفات الأساسية البيولوجية مثل الأكل والنوم والاختلاط الجنسي زينها الإنسان بكل المحسنات الفريدة".
"وقد يكون لتفرد الإنسان نتائج ثانوية أخرى لم تستغل بعد.. وبذلك قد يكون الإنسان فريدا في أحواله أكثر مما نظن الآن"[1].
ويقول رينيه دوبو في كتابه: "إنسانية الإنسان" "ترجمة نبيل صبحي الطويل ص138, 139 من الترجمة العربية".
"وأكثر السلوك في الحيوانات بما فيها العليا غريزي لا صلة له بالعقل والحجى، ومن النادر -إن لم يكن من المستحيل- أن تجد هذا السلوك متوجها نحو المستقبل البعيد الذي يحاول الحيوان التكهن به والسعي لإيجاده، وبالمقابل فإن ردود فعل الإنسان لأكثر الإشارات المحيطية تتأثر بعمق بتكهناته عن المستقبل، سواء كانت هذه التكهنات مبنية على الخوف أو الحقائق المعلومة أو الرغبة في الإنجاز، أو فقط على الآمال الحالمة، والحقيقة أن ميل الإنسان لتخيل الأشياء التي لم توجد بعد، أو التي لن تقع بدون إرادة وعمل حر يقوم به، هي الناحية البارزة التي تميزه بوضوح تام عن الحيوان، وهي التي تسهم كثيرا في تعقيد بنيته النفسية التي أعيت الأطباء".
"ومن أبرز النواحي المميزة للإنسان ميله للسمو على الدوافع البيولوجية البسيطة، فعنده الاستعداد لتحويل العمليات العادية في وجوده إلى أعمال وأعراض ومطامح ليس لها ضرورات بيولوجية وربما تكون متعارضة مع استمرار حياته، أكثر من ذلك أن الإنسان يميل ليرمز لكل شيء يحدث له ثم يتفاعل مع هذه الرموز كما لو أنها إثارات محيطية حقيقية، فرد فعل شخص معين على عامل محيطي، مشروط فيزيولوجيا ونفسيا بتجاربه الذاتية الماضية".

[1] ترجمة حسن خطاب ومراجعة الدكتور عبد الحليم منتصر - مقتطفات متفرقة من ص1, ص36.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست