responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 292
لنشوئها كانت لا تزال معدومة1 إن تَكَوّن الشعب من اختلاط مجموعات جغرافية مختلفة اتحدت في الأرض واللغة والثقافة كان المنطلق لتكوين الأمة. مع أنه ليس ضروريا أن تتألف الأمة من شعب واحد، فكل الأمم الحديثة نشأت وتنشأ نتيجة لاتحاد الشعوب المختلفة. وهكذا فإن الأمة كشكل لتجمع الناس نشأت من متطلبات الإنتاج الرأسمالي وتنشأ على أساسه، وهي تنشأ؛ لأنها ضرورية من أجل تطور الإنتاج الرأسمالي الضخم"2.
وتأخذ الرأسمالية دورها ثم يجيء التطور الحتمي ...
يقول سيجال في كتابه "لمحة عن تطور المجتمع منذ بدء التاريخ" "ص36, 37 من الترجمة العربية":
"غير أن الرأسمالية -عندما تتطور قوى المجتمع المنتجة - تبدو يوما فيوما أقل قدرة على السيطرة عليها. وأجدى برهان على ذلك هو تلك الأزمات التي تأتي على نحو دوري فتزعزع النظام الرأسمالي وتدمر جزءا من القوى المنتجة، وهكذا تصبح الرأسمالية أكثر فأكثر عائقا في طريق تطور هذه القوى التي ولدتها هي ذاتها، ومن هنا يتبين أن إلغاء الرأسمالية بالطرق الثورية واستبدالها بالشيوعية "يقصد استبدال الشيوعية بها؛ لأن الباء تدخل على المتروك" أي: بمجتمع دون طبقات تكون وسائل الإنتاج فيه ملكا مشتركا يصبح ضرورة تاريخية".
والسبب الرئيسي في ذلك هو التناقض المتزايد بين مصالح الرأسمالية ومصالح العمال "طبقة البروليتاريا" الذي يؤدي في النهاية إلى ثورة طبقة البروليتاريا على طبقة الرأسماليين لنزع السلطة منها وإنشاء مجتمع بلا طبقات، وتوزيع الإنتاج على الجميع دون استغلال طبقة لطبقة.
ولا يتم ذلك دفعة واحدة. فهناك مرحلة انتقالية ينتقل فيها الناس من الرأسمالية إلى الاشتراكية، ثم إن المرحلة الاشتراكية تمهد للمرحلة الأخيرة وهي الشيوعية حيث يتحقق مبدأ "من كل حسب طاقته، ولكل حسب حاجته".
تنقضي المرحلة الأولى في الكفاح لإزالة الطبقة المستغلة والقضاء عليها، حتى يمكن تأصيل المبادئ الجديدة المبنية على إزالة الطبقات وتحويل الملكية من ملكية فردية إلى ملكية جماعية. والعمل على زيادة الإنتاج لكي تتحقق المرحلة الأخيرة التي لا يمكن الوصول إليها إلا بزيادة هائلة في الإنتاج تمكن كل إنسان أن يأخذ بحسب حاجته في الوقت الذي يعمل حسب طاقته.

1، 2 نقول دون مناقشة للفكرة -ولكن للتذكرة فقط- إن هذا قد يكون صادقا على نشأة الأمم في أوروبا مع الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن قبل ذلك بأحد عشر قرنا برزت إلى الوجود أمة قال عنها خالقها: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وانظر المناقشة في مكانها فيما بعد.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست