responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 192
واحتدمت معركة حامية حول هذا الشأن لم تهدأ من قريب.
اعترض بعضهم بأن الميزانية لا يمكن أن تكفي ولو حولت كلها للتعليم!.
واعترض بعضهم بأنه لا توجد المباني الكافية ولا المدرسون اللازمون.
واعترض آخرون بأن مستوى التعليم سيهبط لا محالة؛ لأن الفصول ستكتظ بالتلاميذ فلا يمكن توجيه العناية اللازمة إليهم.
واعترضت الأرستقراطية بأنها لن تجد الخدم بعد اليوم, ولن تجد العمال الذين يعملون بأيديهم، وسيعود هذا بالوبال على المجتمع كله.
ولكن دفعة الجماهير والمدافعين عن حقوقهم كانت من القوة بحيث تغلبت على جميع الاعتراضات, وتقرر حق التعليم بعد صراع مرير، وبعد جهد جهيد بذل في التغلب على العقبات الحقيقية كقلة موارد الميزانية, وقلة المباني وقلة المدرسين.
واختلفت البلاد في تحديد مرحلة الإلزام التي تتحمل الدولة كل نفقاتها، هل تكون بسنوات محددة من العمر، والتلميذ يحصل ما يحصل في تلك الفترة بحسب قدرته على التحصيل؟ أم تكون بمستوى تعليمي معين أيا كانت السنوات التي يقضيها التلميذ فيها حتى يكملها؟ وهل تكون هي المرحلة الابتدائية وحدها؟ أم الإعدادية أم الثانوية؟ "ولم تدخل المرحلة الجامعية في هذا النطاق" كما اختلفت فيما يفعل بالطالب الذي يتكرر رسوبه، هل يفصل؟
وإذا فصل أين يذهب؟ أم يحول إلى تعليم آخر يتناسب مع مقدرته العقلية ... إلخ.. إلخ. ولكن مبدأ التعليم العام الذي تنفق عليه الدولة تقرر على أي حال.
وحين كانت هذه المعركة على أشدها كانت معركة المرأة تلاحقها.
فحين تقرر مبدأ التعليم العام كان الحديث فيه عن الأولاد فقط أما البنات فيتعلمن -نعم- إن شئن لكن على نفقة آبائهن، ولا تتحمل الدولة نفقات تعليمهن كلهن!
ولكن المطالبين بحقوق المرأة كانوا لا يتوانون عن الملاحقة، وعن طلب المساواة مع الرجل في كل شيء!.
ومن ثم فقد شمل التعليم العام البنات في آخر الأمر، ووضع لهن ذات المناهج المعدة للبنين، وكان بعد ذلك ما كان من دخول الجامعة والاختلاط والمطالبة بحق العمل كالرجال سواء.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست