responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 119
2- واقع المجتمع الصناعى:
لئن كان "علماء" اليهود قد أدوا دورهم "العلمي" في توهين عرى الدين والأخلاق والتقاليد، والقول بكل طريقة ومن كل زاوية بأنها سخف لا ينبغي للإنسان المتحضر أن يتمسك به، وأوهام لا ينبغي الاحتفاظ بها في عصر العلم، وقيود تعوق الانطلاق، وصناعة بشرية بحتة من حق البشرية أن تراجعها وتعدلها أو تلغيها أو تعمل بعكسها[1].
لئن كان "العلماء" قد قاموا بهذا الدور فقد كانت عصابات أخرى تقوم في ذات الوقت بعملية لا تقل خطورة -بل قد تكون أشد خطورة- هي إقامة مجتمع في عالم الواقع، منسلخ من الدين والأخلاق والتقاليد، قائم على غير أساس منها.. وهكذا تجتمع النظريات والواقع على هدف محدد، يساند بعضها بعضا ويساعد بعضها بعضا، فالنظريات تمهد للواقع وتسنده، والواقع يشهد للنظريات ويؤكدها! وبين ذراعي الكماشة الشريرة يقع "الأمميون" في أوروبا أولا، وفي الأرض كلها بعد ذلك، تعصرهم عصرا وتمسخهم مسخا!
قلنا من قبل إن المجتمع الصناعي قد وقع في قبضة اليهود منذ اللحظة الأولى بسبب قيام اليهود المرابين بتمويل الصناعة الناشئة عن طريق الإقراض بالربا، فأصبح في مُكْنتهم السيطرة على هذا المجتمع وتشكيله على الصورة التي يرغبونها؛ لأن في يدهم أداة السيطرة الكبرى على ذلك المجتمع وهي رأس المال.
ونريد هنا أن نفصل هذا القول شيئا من التفصيل مستندين إلى وقائع التاريخ.

[1] من الأسماء الهامة في هذا الشأن "فريزر Frazer" واضع البذرة الأولى لعلم مقارنة الأديان وصاحب الكتاب الشهير "الغصن الذهبي The Golden Bough" الذي قال فيه صراحة: إن الدين بضاعة أرضية بحتة من صنع البشر، وإن العقيدة قد تطورت على مر الأزمان، ما بين عبادة الأب، إلى عبادة الطوطم إلى عبادة قوى الطبيعة، إلى عبادة الافلاك، إلى عبادة الأصنام.. إلى عبادة التوحيد.. وأعطى الإيحاء بأن عبادة التوحيد -بوصفها صناعة بشرية- هي مجرد مرحلة على الطريق.. وأن العلم -في العالم المتحضر- يحل في النهاية محل الدين. وكانت أبحاثه منصبة على القبائل المنعزلة المتأخرة في إفريقيا وآسيا واستراليا ليستخدمها وسيلة للقول بأن الأديان "السماوية" المتأخرة إن هي إلا امتداد للديانات الوحشية التي عرفتها القبائل الأولى في بداوتها وخاصة فيما يتعلق بالمحرمات و"بأسطورة! " الطوفان، التي قال إنها وجدت عند أكثر القبائل انعزالا وأشدها بعدا عن الاتصال بالعالم "المتحضر! " ومع ذلك قلب دلالتها قلبا كاملا، فبدلا من أن يقول إن ذلك دليل أكيد على صدقها التاريخي، قال إنها أسطورة أخذتها الأديان المتأخرة من الأديان السابقة!!
والغالب أنه -كدارون- لم يكن يهوديا، ولكن اليهود استغلوا "علمه" استغلالا واسعا كما صنعوا مع دارون.. وسيأتي الحديث عنه عند مناقشة التفسير المادي للتاريخ.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست