responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 118
وهنا يأتي "عالم الاجتماع الكبير" للتغطية الكاملة على دور اليهود في تحطيم هذه القيم.
فأولا: ليس الذي يقوم بتحطيم القيم وإفساد المجتمع فئة محددة من البشر يمكن الإشارة إليهم بأعيانهم, ويمكن محاسبتهم على ما اقترفت أيديهم، إنما هو العقل الجمعي! وأنى لك أن تمسك بالعقل الجمعي وتحاسبه، وهو الذي لا يمكن الإمساك به؛ لأنه ليس له مكان محدد ولا كيان محدد، ثم إنه لا يسأل عما يفعل؛ لأنه هو القاهر فوق العباد!!
وثانيا: فإن الذي يقوم به العقل الجمعي "الذي صنعه اليهود بأنفسهم! " ليس "تحطيما" للقيم، وإنما هو مجرد "تغيير" على سنة العقل الجمعي في التغير الدائم وعدم الثبوت على حال! و"القيم الثابتة" إن هي إلا أسطورة توهمها الناس في جهالتهم قبل أن يجيء العالم الكبير لتنويرهم.. وقد قال لهم العالم الكبير إنها ليست فطرية في الإنسان!
وثالثا: إنه لا قبل للناس بوقف التغيير! لأنه يحدث من خارج كيانهم! "وقد كان من خارج كيانهم بالفعل! ولكن لا لأنه "عقل جمعي" ولكن لأنهم تركوا الدين فركبهم الشيطان: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [1] {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا، لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا، وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ} [2]..!
وهكذا قام العالم الكبير بالتغطية على دور اليهود في الإفساد في الأرض في صورة "علم" يدرس في كل جامعات الأرض، ويتربى عليه "علماء" من الأمميين يتعصبون له كأنما هم واضعوه، أو كأنما هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!

[1] سورة النحل: 99, 100.
[2] سورة النساء: 117-119,
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست