responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 117
ويقول -وهو بيت القصيد- إنه لا يمكن من ثم تصور ثبات شيء من القيم على الإطلاق: لا الدين ولا الأخلاق ولا التقاليد! وإن النظر إلى هذه الأمور على أنها أمور قائمة بذاتها هو تفكير غير معقول على الإطلاق!
يقول: كان المظنون أن الدين والزواج والأسرة هي أشياء من الفطرة ولكن التاريخ يوقفنا على أن هذه النزعات ليست فطرية في الإنسان!
أرأيت إلى العالم الكبير! إنها ليست فطرية في الإنسان!
وبكلمات قليلة معدودة يلغي العالم الكبير كل مقدسات البشرية!
أما الفرد الممتاز، نبيا كان أو مصلحا أو قائدا، الذي يقف في وجه المجموع ويغير اتجاهه.. فهذا ملغي إلغاء كاملا من حساب دور كايم -مهما قالت وقائع التاريخ! - لأنه لا يخدم أهدافه! لأنه -من ناحية- يلغي أسطورة "العقل الجمعي" الذي يحكم الناس من خارج كيانهم دون أن يملك أحد الوقوف في طريقه، ولأنه -من ناحية أخرى- يشير إلى "قيم ثابتة" في حياة البشرية منها الدين والأخلاق والزواج والأسرة؛ لأن كل الأنبياء والمصلحين دعوا إليها, وكانوا دعائم في تثبيتها خلال القرون الطويلة التي عاشتها البشرية قبل أن يأتي القرن اليهودي الذي يعيث فيه اليهود مفسدين في الأرض, ويحطمون كل القيم الثابتة في حياة البشرية!
والإنسان كذلك في عرف دور كايم شيء لا كيان له ولا فطرة ولا سمات محددة!
لأن "الكيان" أو "الفطرة" يشيران إلى شيء "ثابت" لا يمكن تغييره أو "لا يجوز" تغييره.. وهذا أمر لا يخدم أهدافه ولا أهداف قومه الذين يريدون مسخ الفطر البشرية لأمر في نفوسهم.
إنما الإنسان وعاء يتشكل بالشكل الذي يراد له، والمريد، الفعال لما يريد عند دور كايم، هو العقل الجمعي الذي يتغير على الدوام ولا يثبت على صورة ولا يثبت على حال!
ولسنا هنا نناقش دور كايم فقد ناقشناه في غير هذا الكتاب، إنما نحن هنا نفسره.
لقد أراد اليهود -ونفذوا بالفعل- إنشاء مجتمع تنعدم فيه "القيم الثابتة". مجتمع بلا دين ولا أخلاق ولا زواج ولا أسرة ولا تقاليد.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست