responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 299
الذين استجابوا إلى الله ورسوله.. من ذلك الرعيل الأول من المجاهدين الأبرار.. الذين خرجوا ملبين النداء لملاقاة الأعداء، وهم مثخنون بالجراح، مرهقون بما نالهم من أعدائهم في يوم معركة "أحد".. خرجوا لمتابعة المشركين وتعقبهم حين استنهضهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذلك؛ ليعلن للدنيا أن صف الإيمان لا يذل ولا يستكين، وأنه إذا غُلِب في معركة لم تكن هزيمته فيها خاتمة المطاف لمعركة العقيدة الدائمة في الحياة..
لم يشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكون آخر ما تنطوي عليه جوانح المؤمنين -بعد معركة أحد- شعور المرارة بالهزيمة، وألم الضعف والجراح، وقبول تحدي المشركين بما يحمل من استعلاء بالباطل، وتبجح وطغيان ... بل أراد أن يرهب أعداء الله، ويريهم من نفسه وأصحابه قوة الإيمان وعزته ... فَنَدَب الناس إلى المسير للقاء عدوهم وقال: "لا يخرجنَّ معنا إلا من حضر القتال وشهد يومنا بالأمس"، فاستجاب له المسلمون على ما بهم من الجراح، وساروا حتى بلغوا "حمراء الأسد" متوجهين لمقابلة المشركين بعد أن بلغهم أنهم جمعوا الكرة عليهم ليستأصلوهم، ولكنهم وجدوا أن المشركين قد انصرفوا، وعادوا دون أن يمسهم سوء بفضل الله ونعمته، وقد نالوا رضوان الله ذي الفضل العظيم.
قال تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ، الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [1].

[1] آل عمران: "172-174".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست