responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 296
وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [1].
9- ثم إن تصور الناس عن الحياة، وتصرفهم تجاه ما تحفل به من شئون وشجون، منبثق أصلًا من تصورهم الاعتقادي لمعنى الحياة والموت، فبينما ينظر المفتونون بالحياة الدنيا، المحجوبون عن هدى الله إلى الحياة على أنها الغاية التي ليس بعدها غاية، فيحرصون عليها ويتشبثون بها، ويتعلقون بمتعها، ويروعهم تصور انقضائها، فيخشون ذكر الموت، ويجزعون أن يصيبهم، أو يدرك عزيزًا عليهم، ويرُدُّونَ -بسبب فساد تصورهم- وقوع الموت وانقضاء الحياة إلى الأسباب الظاهرة، زاعمين أن الجبن والقعود عن القتال يصون الحياة، فإذا لم يجاهدوا ويخوضوا معارك القتال استطاعوا أن يتفادوا وقوع الموت، أو يؤخروا أجله المحتوم.
بينما ينظر هؤلاء إلى الحياة والموت تلك النظرة القاصرة الخائرة التي تشد إلى الذل، وتحمل على المهانة، وتنأى بأصحابها عن دروب الكرامة، تأتي دعوة الإسلام بما ينشئ في أعماق المؤمنين ذلك التصور الإيماني الصحيح للحياة والموت، وهو تصور يرتكز على تجاوز الأسباب الظاهرة، ويرد الأمر إلى قضاء الله وقدره، فمن كتب عليه أن يقتل فلن يؤجل موته قعود، ولن يمنعه حرص أو تدبير، ومن لم يُقَدَّر له أن يقتل فلا خوف عليه من خوض المعارك، وورود المهالك.
هذا هو التصور الحق الذي يجب أن يستقر في يقين المؤمن عن الحياة والموت، وهو التصور الذي جاء وحي الله عز وجل يغرسه في قلوب المؤمنين، ويربيهم عليه، مفنِّدًا ما عداه من التصورات الجاهلية الضالة الصادرة عن بُعْدِ الإنسان عن ربه عز وجل، وعدم الإيمان بقدره، وفي ذلك يقول سبحانه:

[1] التوبة: "112".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست