responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 295
فقال: "أشْتَرط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأمواكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة" قالوا: رَبِحَ البيع لا نقيل ولا نستقيل.
وفي الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " وتكفل الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وتصديق برسلي، بأن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة".
إن وعد الله تبارك وتعالى في هذا وعد قاطع قديم كتبه على نفسه وأنزله على رسله في التوارة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزل على عيسى، والقرآن المنزل على محمد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- والله تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد فليستبشر من أخلص نفسه وماله لله، وقام بمقتضى هذه البيعة، ووفى بهذا العهد بالفوز العظيم والنعيم المقيم.
وليس الجهاد في سبيل الله مجرد اندفاع إلى القتل؛ وإنما هو ذروة العمل الذي ينبثق من روح الإيمان ويصدر عن تمثل المؤمنين بحقيقته، ولذلك جاء نعت هؤلاء الذين اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم.. بأنهم التائبون من ذنوبهم، العابدون المخلصون في عبادتهم، فهم في طاعة دائمة وتوجه صادق إلى الله، وهم يحمدونه دائمًا على نعمه، ويشكرونه في كل حال على فضله، وهم ينفقون عمرهم في الحرص على تقوى الله، فيهاجرون في سبيله، ويصومون ابتغاء مرضاته، ويتفكرون في آياته، ويقيمون الصلاة، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويقومون على حدود الله؛ لتنفيذها في أنفسهم وفي الناس، ومقاومة من يضَيِّعها أو يعتدى عليها.
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ

نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست