responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 246
من نفوس الأفراد لتحقيق الروح التعاونية المنتجة في المجتمع، بل إنها -على العكس من ذلك- دمَّرت هذه الروح وقضت عليها؛ حين أقامت العلاقات الاجتماعية، بالتربية السيئة والقهر القانوني على قاعدة الحقد والكراهية والبغضاء، فلم ينعدم التعاون في تلك المجتمعات فحسب، بل اعتبرته تلك الأنظمة آفة من آفات المجتمع؛ لأنه ينبثق من الضمير الذي لم يبلغ الدرجة المطلوبة من الوعي والنضج، وهي تعني بذلك أن يظل الضمير الإنساني مشحونًا بالمقت والحقد ضد الروح الإنسانية، ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان، حتى يُعَدَّ لديها واعيًا ناضجًا.
ومن هنا يبدو الفرق بين نظرة الإسلام المرتكزة على تربية الضمير بالإيمان والخير والحب والإحسان والتعاون، وبين نظرة هذه النظم المرتكزة على تغذية هذا الضمير بالشر والكراهية، ومقت الإحسان والتعاون.. "وشتان بين إنسان له مستوى الإنسانية في السلوك والتصرف وإنسان آخر يؤمن بقوة العلم، ولا يؤمن بقوة الخلق. يؤمن بقيمة التطور في الصناعة، ولكنه يكفر بهدف الخير ومصلحة المجتمع الإنساني كله"[1].
4- العقيدة والنظام الاجتماعي:
- إن أي تعايش بين مجموعة من الناس، لا يمكن أن يكون صحيحًا وسليمًا ومنتجًا، إلا إذا قام على ضرب من التوافق بين أفراد هذه المجموعة على دعم الخير وهدم الشر، وإشاعة الحق وإزهاق الباطل، وتقوية كل ما يصلح وينفع، ومقاومة كل ما يفسد ويضر.

[1] الدكتور محمد البهي: "الإسلام في الواقع الأيديولوجي المعاصر" ص42.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست