responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 244
د- ويرى بعض المستشرقين -من المنصفين- عكس ما يراه غيرهم من المتعصبين.. بل لقد ألحت فكرة موقف الإسلام من الجماعة، وصياغتها على العقيدة والعوامل الروحية. وفكرة الوحدة.. على واحد من هؤلاء المستشرقين وهو "مونتغمري وات" -عميد قسم الدراسات العربية بجامعة "أدنبرة"- فأصدر كتابًا سماه: "الإسلام والجماعة المتحدة" قال فيه:
"إن فكرة الأمة -كما جاء بها الإسلام- هي الفكرة البديعة التي لم يسبق إليها، ولم تزل إلى هذا الزمن ينبوعًا لكل فيض من فيوض الإيمان يدفع بالمسلمين إلى "الوحدة" في "أمة" واحدة، تختفي فيها حواجز الأجناس واللغات وعصبيات النسب والسلالة. وقد تفرد الإسلام بخلق هذه الوحدة بين أتباعه، فاشتملت أمته على أقوام من العرب والفرس والهنود والصينيين والمغول والبربر والسود والبيض، على تباعد الأقطار، وتفاوت المصالح، ولم يخرج من حظيرة هذه الأمة أحد لينشق عليها، ويقطع الصلة بينها"[1].
هـ- ولقد غابت هذه الحقيقة عن الرأسمالية في الغرب والشيوعية في الشرق، فكان هذا التناقض والتنافر والصدام وهذه الحقيقة ليست أمرًا معقدًا غامضًا. ولكن تجاهلها والانحراف عنها لا بد أن ينتهي إلى التعقيد والغموض ويدفع إلى التخبط والاضطراب، وتلتوي السبل، وتتعرج المسالك، ولا تبلغ بسالكيها إلا إلى متاهات لا حدود لها، وضياع لا اهتداء معه.
لقد انحرفت تلك الفلسفات عن هذه الحقيقة التي يقررها الإسلام -انطلاقًا من روح الفطرة الإنسانية- وتجاوزت تلك الفلسفات نهج

[1] انظر كتاب "ما يقال عن الإسلام" تأليف: عباس محمود العقاد ص183.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست