responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 113
كثيرًا من الغرب وبخاصة في مجالي العلوم والفنون الصناعية؛ ذلك أن اكتساب الأفكار والأساليب العلمية ليس في الحق "تقليدًا" وبالتأكيد ليس في حالة قوم يأمرهم دينهم بطلب العلم حيثما يمكن أن يوجد. إن العلم لا غربي ولا شرقي ذلك أن الاكتشافات العلمية ليست إلا حلقات في سلسلة لا نهاية لها من الجهد العقلي الذي يضم الجنس البشري بكامله. إن كل عالم يبني على الأسس التي يقدمها له أسلافه، سواء كانوا من بني أمته أو من أبناء أمة غيرها، وعملية البناء والإصلاح والتحسين هذه تستمر وتستمر، ومن إنسان إلى إنسان، ومن عصر إلى عصر، ومن مدينة إلى مدينة؛ بحيث إن ما يحققه عصر معين أو مدنية معينة من أعمال علمية جليلة لا يمكن مطلقًا أن يقال إنها تخص أو تعود إلى ذلك العصر أو تلك المدنية"[1].
وبعد.. فإنّ قضيتنا ليست موجةً عابرة على سطح الحياة، تعبث بها الأنواء ويدفعها مَدُّ الأحداث، ويحسرها بعد ذلك جزرها.. حتى تتكسر على الشاطئ وتضمحل ويطول بها الفناء.. بل روح الحياة، وشعلة الهدى، ومعقد الرجاء، وهي أمانة الله، ودعوته إلى البشر، حملها الجيل المثالي الرائد من الأجداد بقوة وصدق وإخلاص، فنشر رايتها في شرق الأرض وغربها، وخط بالدم الزكي الطاهر حدود هذا العالم الإسلام الكبير..
وجيل أمتنا اليوم مدعو إلى أن يكون أكثر -مما هو عليه- إيمانًا بقضيته، وإحاطة برسالته. ووعيًا لمقوماته، وأشد حرصًا على أن أن يتزود بالإيمان، ويتسلح بالفكر؛ ليخوض المعركة بثقة وعزيمة وثبات، ويطل على الدنيا من جديد، ويقول للتائهين السادرين: هذا هو الطريق {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} 2

[1] محمد أسد: "الطريق إلى الإسلام" ص377.
2 الحج: "40".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست