responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 112
خلال تحكيم شرع الله -تبارك وتعالى- تحكيمًا كاملاً من غير تأويل تمليه الأهواء، أو تحمل عليه نزعة الانهزام الفكري والنفسي أمام التيارات المعادية الطاغية..
ولا تتحقق هذه الأصالة إلا بالإحاطة الشاملة بالإسلام عقيدة وعبادة وتشريعًا وخلقًا، "وإن أكبر نكبة أصيب بها المسلمون اليوم هي أنه ليس فيهم التفقه في الدين، والتدبر في الكتاب والسنة، وهذا هو الذي زعزع أركان عقائدهم، وجرد أعمالهم عن الروح، وشتت شملهم، وخيب مساعيهم، ودفع حياتهم في الفوضى. لا ريب أن فيهم عددًا كبيرًا يعشقون الإسلام، ولكن الذين يستطيعون فهمه منهم هم نزر يسير.
ومن نتائج هذا الجهل والفوضى أن الذين يدَّعون الإسلام ويزعمون أنفسهم مسلمين، يوجد فيهم أشنع ما يكون من أنواع الأوهام، وعقائد الشرك، بل هم يعتنقون مبادئ ونظمًا تدعو صراحة إلى الإلحاد والكفر بالله، ولا يشعرون بأن الإسلام الذي يدَّعُون اتباعه لا يتلاءم أبدًا مع هذه الأفكار، وأن بينه وبينها ما بين السماء والأرض"1
2- وإذا أردنا للأصالة أن تكون مكتملة الوجود في حياتنا الثقافية فلا بد لنا من التفريق -في علاقاتنا مع الغرب- بين الأشياء والأفكار، والتمييز بين المظاهر والحقائق، ووعي الغايات من خلال الوسائل، والحذر من السقوط في وثنية التقدم التي تردى فيها الغربيون، بعد أن جعلوا الدين معزولاً عن الحياة، ووضعوه في أبعد مكان في مؤخرة الأحداث.. فهذا هو التقليد المردي الذي يفقد الأمة الإسلامية أصالتها في الميدان الثقافي. ولسنا نعني "أن المسلمين لا يستطيعون أن يفيدوا

1 انظر: "الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة" تأليف: أبي الأعلى المودودي ص16.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست