responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 95
صلى الله عليه وسلم، وإن لم يخل جيل من أجيال الأمة الإسلامية من أفراد يرتفعون إلى ذلك المستوى السامق الرفيع.
* * *
إذا اتضح لنا ذلك فقد اقتربنا من تصور الجهد الذي بذله المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم للارتفاع بتلك النفوس إلى ذلك المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في عالم الواقع، وهو مستوى غير مسبوق في تاريخ البشرية.
وربما يساعدنا على تصور هذا الجهد أن نتعرف على الأداة العظمى التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه، وهي الأداة اللازمة لكل تربية على منهج الإسلام في أي جيل من أجيال الإسلام، وهي تعميق الإيمان بالله واليوم الآخر، وممارسة الحياة في معية الله.
لا شيء يمكن أن يرتقي بالنفس درجة وراء درجة مثل ذلك الإيمان. إنه هو الذي يوفر الحوافظ التي تحفظ النفس من الانفلات، والهبوط مع ثقل الشهوات، ثم يحبب إليها الارتفاع في مدارج السالكين إلى أعلى الدرجات.
وعلى قدر ما يعيش الإنسان مع الله، يحبه ويخشاه، ويذكره في سره وجهره، ويبتغي رضاه، وعلى قدر ما يعيش على ذكر من اليوم الآخر وما فيه من بعث ونشور، وحساب وجزاء، وجنة ونار، تكون قدرته على ضبط شهواته، وقدرته على تمثل القيم العليا، وقدرته على إعداد نفسه للجهاد في سبيل الله، ورغبته كذلك في التطوع النبيل ابتغاء مرضاة الله.
وإذا تتبعنا آيات الذكر الحكيم فسنجد فيها تركيزاً شديداً على تلك الأمور بالذات.
فأما التعريف بالله، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وقدرته التي لا يعجزها شيء، وعلمه الذي لا يعزب عنه شيء، ورقابته التي لا تغفل عن شيء، ورحمته التي وسعت كل شيء، وجبروته الذي لا يقف أمامه شيء، فأوضح من أن يشار إليه في كتاب الله الكريم، وهو الموضوع الأول والأكبر من موضوعات الكتاب

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست