responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 92
عن إلحاح، كما قال الشاعر: ((وحاجة من عاش لا تنقضي)) ... ولذلك فالابتلاء قائم في كل لحظة، والحاجة إلى التربية قائمة في كل لحظة كذلك، حتى تستقيم النفس على الوضع المطلوب، وتتحرر من العبودية للشهوات، وتتعود على الاستقامة حتى تصبح بالنسبة لها هي الأصل، وينطبق عليها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت: 30) . ومع ذلك فلا عصمة للإنسان من الخطأ، ولا أمان لأحد من شهوات النفس التي توقعها في الأخطاء، وإن كان باب التوبة مفتوحاً أمام البشر على الدوام: «كل بني آدم خطاء وخير الخائطين التوابون» . وهنا يظهر دور التربية، وحاجة البشرية إليها، وضرورة الاهتمام بها إلى أبعد الحدود.
وليست التربية مطلوبة لضبط شهوات النفس وهواجسها وانفعالاتها فحسب، وإن كان هذا من الأسس التي لا غنى عنها، ولا تستقيم بغيرها حياة، ولكنها مطلوبة لمستويات أخرى من السلوك، ومستويات أخرى من القيم اللازمة للحياة.
لقد قدر الله للإنسان في حياته الدنيا ألواناً مختلفة من الابتلاء، بعضها ضغوط تقع عليه من داخل نفسه، وهي دوافعه ونوازعه وشهواته، وبعضها الآخر ضغوط خارج كيانه، وإن كانت تؤثر على ما في داخل نفسه، سواء كانت ضغوطاً سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ويدخل في هذه الأخيرة أعراف الناس وتقاليدهم، وكلها تنزع إلى إخضاع الناس لمتقضياتها، وإن كان الكثير منها في الجاهلية خاصة أهواء أكثر مما هي ضرورات حقيقية، أهواء يرضها الذين استكبروا على الذين استضعفوا: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} (المؤمنون:71) .
ولابد لكي تستقيم الحياة على المستوى اللائق بالإنسان، الذي كرمه الله وفضله على كثير ممن خلق، لا بد أن يقاوم الإنسان هذه الضغوط، ولو تعرض بسبب تلك المقاومة إلى ألوان من الحرمان.

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست