responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 143
وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 99) .
والفئة الثانية هي التي تألفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعطايا وبالمنح، وبالتقريب منه صلى الله عليه وسلم، والتي أشارت إليها الآية الكريمة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} (التوبة: 60) .
أما الفئة الثالثة فيمثلها مسلمة الفتح، الذين أسلموا لما تقررت غلبة الإسلام في فتح مكة، مع أنهم كانوا يعرفون أن الحق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يقولون، كما حكى عنهم القرآن الكريم: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} (القصص: 57) . فلما صار الهدى هو الممكن في الأرض اتبعوه، ودخلوا في دين الله أفواجاً كما جاء في سورة النصر: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (سورة النصر) .
وذلك بخلاف المنافقين الذين يظهرون بعد استتباب السلطان، والذين يكونون قبل ذلك بين المتفرجين المنتظرين، ولكن على كره للأمر، وعدم رغبة في الدخول فيه، أو من المعارضين الذين يجبنون عن المواجهة الصريحة، فينافقون خوفاً وجبناً.
إذا كانت هذه فئات المجتمع - كل المجتمع - فلأي هذه الفئات نوجه الدعوة في المرحلة الأولى من توسيع القاعدة؟ إننا نظرياً نوجه الدعوة لكل الناس، ولكننا في حقيقة الأمر نتوقع الاستجابة من فريق معين من الناس، فنركز عليه الدعوة، أو نعتقد أن اعتزاز الدعوة وتمكنها سيكون على يد فريق معين من الناس، فنركز الدعوة عليه.
فإذا تتبعنا مسيرة الجماعة الأولى - جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم - نجد أن الدعوة منذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهر بها، [1] قد وجهت لكل الناس، ولكن التركيز - بعد الهجرة -

[1] قال تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: ((فاصدع بما تؤمر، وأعرض عن المشركين)) (سورة الحجر: 94)
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست