responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 126
حركة حضارية عليا لتحرير الإنسان من عبادة الطاغوت إلى عبادة الله، ومن اعتناق الوهم إلى اعتناق الحقيقة، ومن الجور والظلم إلى العدل والقسط، ومن الجهل إلى العلم، ومن الظلمات إلى النور.
ما من حركة حضارية في التاريخ صنعت ما صنعه الفتح الإسلامي.
وليست الروعة فيه كامنة في عبقرية القتال وحدها، التي انتصر فيها رجال محدودو العدد والعدة على أضعاف أضعافهم في العدد والعدة وفنون القتال والإمكانات المادية من الفرس والروم، مما لا تفسير له - بعد عون الله سبحانه وتعالى ومدده - إلا أثر العقيدة الصحيحة في الله واليوم الآخر في نفوس معتنقيها، وإلا التربية على حقائق العقيدة الصحيحة، التي مكنت هؤلاء الرجال المحدودي العدد والعدة من الوصول إلى المحيط غرباً والهند شرقاً في أقل من نصف قرن، وهي سرعة لا مثيل لها في التاريخ.
ليست الروعة كامنة في عبقرية القتال وحدها، وإنها - بذاتها - لأمر هائل في ميزان التاريخ، ولكن الروعة الكبرى هي في فتح القلوب للإسلام، ودخول الملايين في الدين الحق، بغير إكراه‌
لم يكن القتال قط لإكراه الناس على الدخول في الإسلام: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (البقرة: 256) . إنما كان القتال لإزالة الجاهلية، ممثلة في عقائد جاهلية تقوم عليها نظم جاهلية تحميها جيوش جاهلية، فإذا أزيلت هذه فالناس أحرار بعد ذلك يختارون لأنفسهم ما يشاءون: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 256) .
وأما ((الآخر)) الذي يريد أن يحتفظ بدينه، وهو على غي واضح، فهو آمن على نفسه ودينه وكيانه كله، ما لم يتعرض للمؤمنين بالأذى والقتال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8) .

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست