responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 106
المنزلة أخذت فيه هذه القضية المساحة والتركيز اللذين أخذتهما في كتاب الله الأخير. وكل أمة مؤمنة ربط التكاليف المطلوبة منها بهذه القضية الجوهرية التي هي أساس كل شيء، ومنطلق كل شيء، ولكن لا توجد رسالة أحكم فيها ربط التكاليف بهذه القضية الجوهرية كما أحكم في الرسالة الأخيرة، مع تعدد التكاليف في تلك الرسالة واتساع نطاقها وشمولها لكل مجالات الحياة [1] .
ثم نلحظ الفارق - على خط مواز لما جاء في كتاب الله - في المنهج النبوي الذي ربى به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، سواء في تركيز المنهج على قضية الإيمان بالله واليوم الآخر، أو في إحكام ربط التكاليف كلها - الاعتقادية والسلوكية - بهذه القضية الجوهرية.
في الفترة المكية لم تكن قد نزلت بعد الأحكام والتوجيهات التي تنظم حياة الجماعة المؤمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنما كانت كلها مخصصة لبذر العقيدة الصحيحة في النفوس، وتهيئة هذه النفوس لمقتضيات هذه العقيدة، التي كان مقداراً في علم الله أن تجيء في موعدها المناسب.
ونتكلم الآن عن المؤمنين الذين آمنوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وآمنوا بالبعث والنشور والحساب والجزاء، لأن هؤلاء هم القاعدة الصلبة التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي هي موضع حديثنا في هذا الفصل. ولكن لا يفوتنا أن نذكركم كم عانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في عرض هذه القضية، وتبليغها للناس، سواء من طغاة قريش الذين وقفوا لهذه الدعوة بالمرصاد، يحاربونها بكل وسائل الحرب، أم من الجماهير التي حاربتها لأنها تخالف مألوفاتها، ولأنهم هم في ذات الوقت مستعبدون لأولئك الطغاة، وعوا ذلك أم لم يعوه، وارتضته نفوسهم أم كرهوه.
في هذه الفترة التي نحن بصددها كان التركيز على مقتضيات بعينها من مقتضيات لا إله إلا الله.
فأما النطق فهو وقتئذ العلامة الظاهرة للإيمان، فلم يكن ينطق بالشهادتين في

[1] انظر إن شئت فصل ((مقتضيات لا إله إلا الله في الرسالة المحمدية)) من كتاب ((لا إله إلا الله، عقيدة وشريعة ومنهاج حياة))
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست