ومما يعتذر به عن البخارى، ويجعل النقد ليس ذا أثر أن البخارى أخرج الروايات الصحيحة فى الإسراء [1] ، وهو بصنيعه هذا ينبهنا من طرف خفى لا يخفى على اللبيب ما فى رواية شَرِيك من الأغلاط. فلله در البخارى فكم له من إشارات وتلميحات [2] .
يقول الدكتور رفعت فوزى وهو يدفع الطعون التى وجهت إلى أحاديث الإسراء والمعراج: "وأنه مما يستفاد فى نقد هذه الرواية، النقد العلمى البناء الذى يحرص على جلاء الحقيقة دون اعتبار لمكانة البخارى ومكانة كتابه، كما يتجلى كذلك أن نقادنا قديماً وحديثاً، لم يغفلوا -كما زعم بعض الجاهلين- تناول متن الحديث بالنقد والتمحيص، وعرضه على القرآن الكريم، وعلى السنة الصحيحة، حتى ينفوا عنه الدخيل والموضوع" [3] . [1] الحديث اخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن من صحيحه منها كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة 6/348، 349 رقم 3207، وكتاب مناقب الأنصار، باب المعراج 7/241، 242 رقم 3887. [2] أعلام المحدثين ص 140، 141، وانظر: فى رحاب السنة الكتب الصحاح الستة ص 71، وانظر: فتح البارى 13/ 488، 489 رقم 7517، وانظر دفاع الدكتور رفعت فوزى فى كتابه "أحاديث الإسراء والمعراج دراسة توثيقية" ورده على السيد صالح أبو بكر وغيره ممن حاولوا إنكار السنة جميعها من خلال الهجوم على أحاديث الإسراء والمعراج، وانظر: الإبهاج فى أحاديث المعراج للإمام ابن دحية تحقيق الدكتور رفعت فوزى، وانظر: الإسراء والمعراج للدكتور أبو شهبة. [3] أحاديث الإسراء والمعراج دراسة توثيقية للدكتور رفعت فوزى ص 91، 92 بتصرف.