ثم ذكر الحافظ -رحمه الله- المواضع المنتقدة وأجاب عنها من حيث التفصيل وأجاد فى ذلك [1] . وظهر له أن أكثر المواضع المنتقدة الجواب فيها قوى، وأن النادر اليسير هو ما تكلف فيه الجواب [2] .
ومن هنا قال الأستاذ الدكتور أبو شهبة -رحمه الله -: "ولعل من هذه الأحاديث التى وقع فيها التكلف فى الجواب والحق فيها مع الناقد "المنصف" حديث "شَرِيْكُ بنُ أبى نَمِر عن أنس فى الإسراء" وهو حديث طويل، فقد خالف فيه شريك أصحاب أنس فى إسناده ومتنه بالتقديم والتأخير، وزيادته المنكرة وأشد أوهامه قوله –شريك-: "إن الإسراء كان قبل أن يوحى إليه" [3] ، وقد أنكرها الخطابى، وابن حزم، وعبد الحق، والقاضى عياض، والنووى وغيرهم، واعتبروا ذلك غلطاً من شريك، وشريك ليس بمتهم بالكذب، وقصارى أمره أنه غلط والتبس عليه الأمر [4] . [1] المصدر السابق ص 266، 364-402، وانظر: تدريب الراوى 1/135-140. [2] انظر: هدى السارى ص 366، 402. [3] انظر: صحيح البخارى بشرح (فتح البارى) كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: "وكلم الله موسى تكليماً" 13/486 رقم 7517 وأشار إليه مسلم فى صحيحه (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات1/488 رقم162. [4] انظر دفاع ابن حجر عنه فى فتح البارى 13/494 رقم 7517، وانظر: فى ترجمته: تقريب التهذيب 1/418 رقم 2796، والثقات للعجلى ص 217 رقم 663، والثقات لابن حبان 4/360، والكاشف 1/485 رقم 2277، ومعرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبى ص 116 رقم 155.