مع العلم أن "الأخبار طافحة بأن أهل كل بلد منهم، كانوا يتحاكمون إلى الذى أمر عليهم، ويقبلون خبره، ويعتمدون عليه من غير التفات إلى قرينة" [1] .
... وقديماً استدل الإمام الشافعى بهذا المسلك فى الرسالة فقال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه وعلى كل سرية واحد، وبعث رسله إلى الملوك إلى كل ملك واحداً، ولم تزل كتبه تنفذ إلى ولاته بالأمر والنهى فلم يكن أحد من ولاته يترك إنفاذ أمره، وكذا كان الخلفاء من بعده [2] . وبهذا المسلك أيضاً استدل الإمام البخارى فى صحيحه فى كتاب إخبار الآحاد باب ما كان يبعث النبى صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحداً بعد واحد [3] . وقال ابن عباس: بعث النبى صلى الله عليه وسلم دحية الكلبى [4] بكتابه إلى عظيم بصرى أن يدفعه إلى قيصر [5] .
... والأمثلة على أمراء السرايا والبعوث، وأمراء البلاد، ورسله إلى الملوك، كتب السير والتاريخ، ودواوين السنة زاخرة بها [6] . [1] انظر: فتح البارى 13/247، 248 رقم 7258 - 7260. [2] الرسالة ص 412 - 419 فقرات رقم 1228، 1145 - 1147، 1151، وانظر: فتح البارى 13/254 رقمى 7264 - 7265. [3] انظر: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) 13/254. [4] دحية الكلبى صحابى جليل له ترجمة فى: الاستيعاب 2/461 رقم 701، واسد الغابة 2/197 رقم 1507، والإصابة 1/473 رقم 2395، ومشاهير علماء الأمصار 72 رقم 380، وتاريخ الصحابة 94 رقم 404. [5] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الوحى 1/42، 43 رقم 7. [6] انظر: فتح البارى 13/254، 255 رقمى 7264-7265، وطبقات ابن سعد1/16 وما بعدها، وزاد المعاد 3/595 - 697، وسيرة ابن هشام 4/600، 606، 607 - 650.