فقد قبل خبر عبد الرحمن بن عوف وحده فى أخذ الجزية من المجوس. فيما روى عنه رضي الله عنه أنه ذكر المجوس، فقال: ما أدرى كيف أصنع فى أمرهم. فقال: عبد الرحمن ابن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" [1] .
2- ومر قبوله خبر الضحك بن سفيان فى توريث امرأة أشيم من دية زوجها [2] .
ومر حديث تناوبه هو وجار له من الأنصار فى سماع الوحى [3] . أ. هـ. والله أعلم.
أدلة حجية خبر الآحاد
... سبق وأن ذكرنا أن علماء المسلمين من أهل الحديث، وأئمة الفقه، وأصحاب الأصول - فى القديم والحديث - اهتموا بهذه المسألة وكتبوا فيها أبواباً مطولة وفصولاً مطنبة، وفصلوا فيها الأدلة المستمدة من القرآن، والسنة، وعمل الصحابة، والتابعين، على حجية خبر الآحاد ووجوب العمل به.
وخلاصة القول فى هذه الأدلة مسلكين على ما اختاره القاضى البيضاوى وعصبته كإمام الحرمين، والغزالى، والسبكى وولده، وفخر الدين الرازى، وغيرهم. [1] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجزية، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب 6/297 رقمى 3156، 3157، وأخرجه مالك فى الموطأ كتاب الجزية، باب جزية أهل الكتاب والمجوس 1/233 رقم 42 واللفظ له، وانظر: الرسالة للشافعى ص431 رقم 1185. [2] راجع: ص 316. [3] راجع: ص 336.