.. والسيد أحمد خان قد وضع لبنة عامة للتشكيك فى السنة كلها فقال: "بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت الروايات تتناقل على الألسنة إلى عهد التصنيف فى الكتب المعتمدة، غير أننا لا نستطيع أن نغض الطرف عن الهيئة التى دونت بها كتب الأحاديث تلك، التى كان مبناها روايات الذاكرة …، بينما البعد الزمنى كفيل بمزج الزائد بها وإضافة الجديد إليها" [1] .
... ويضيف قائلاً: "بأن ما دون فى هذه الكتب من الأحاديث إنما هى ألفاظ للرواة، ولا نعرف ما بين اللفظ الأصلى - الصادر من شفتيه عليه الصلاة والسلام والمعبر به من وفاق أو خلاف، وليس من العجب أن يخطئ أحد الرواة فى فهم الحديث مما يكون سبباً فى ضياع المفهوم الصحيح ([2]) ".
... وبناء على موقفه هذا جعل الأحكام المستنبطة من السنة بوجه عام أحكاماً لا يجب على المسلمين اتباعها، "وأن ما استخرج العلماء من نصوصها الحالية إنما هى أحكام اجتهادية لا نصية فيها ولا حتمية، لاحتمال ألا يكون ذلك مقصود عليه الصلاة والسلام" [3] . [1] مقالات سير سيد جمع وترتيب محمد إسماعيل 1/23 نقلاً عن القرآنيون وشبهاتهم حول السنة للدكتور خادم حسين البهى ص 104 وسيأتى الرد على هذا فى شبهة التأخر فى تدوين السنة. [2] مقالات سير سيد 1/49 وسيأتى الرد على هذا فى شبهه رواية الحديث بالمعنى ص368-378 [3] مقالات سير سيد 1/69.