" المؤلف من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان عليه أن يقدر المسئولية وأن يرعى الأمانة العلمية، وأن يعتمد فى أبحاثه ودراساته على المراجع التاريخية الأصلية التى عاصر مؤلفوها الأحداث أو نقلوها بأمانة عمن عاصرها وشارك فى أحداثها، ولكنه اعتمد على المبشرين والمستشرقين المتعصبين الذين تمتلئ قلوبهم بالأحقاد المتوارثة على الإسلام والمسلمين والذين أعمتهم العصبية الحمقاء فأضلتهم سواء السبيل..
" ومن الغريب أنه يسرد آراءهم دون مراجعة أو تمحيص، وينقلها كأنها حقائق ثابتة، ويلقنها لتلاميذه ويلزمهم بها كأنها أحكام صحيحة لا تحتمل البحث أو الجدال، وليس هذا شأن الأساتذة الجامعيين الذين يرعون الأمانة ويقدرون المسئولية ويتحرون الحقائق من مصادرها الأصيلة، ويراجعون أنفسهم مراجعة دقيقة قبل إصدار الأحكام الحاسمة التى تشوه التاريخ العربى وتلطخ القيم الإسلامية العليا بأبشع الأكاذيب والمفتريات..
" ولو كان الأمر مقصوراً على كتاب يؤلفه صاحبه ويحشوه بما يشاء من آراء المنحرفين المتعصبين لهان الأمر، ولكنه كتاب جامعى مفروض على طلبة الكلية فرضاً منذ سنوات يتلقاه الطلبة عن أستاذهم واثقين به ليرددوا ما فيه ـ بعد ذلك ـ على عشرات الآلاف من تلاميذهم فى التعليم العام عاماً بعد عام ".
والمؤلف يعلم أن هناك مستشرقين منصفين، درسوا الحضارة الإسلامية والتاريخ العربى دراسة علمية عميقة بعيدة عن الهوى والتعصب، وأنصفوا العرب والمسلمين، وعززوا آراءهم بالأدلة الحاسمة والبراهين القاطعة معتمدين على الآثار الإسلامية الباقية والتراث العربى الخالد، ولكن المؤلف تحاماهم جميعاً واستباح لنفسه أن يسرد آراء المتعصبين الحاقدين دون دليل أو برهان كأنه يشفى غليلاً فى نفسه أو يشيع ما حملته طبيعته من بواعث الهدم والتدمير، ومن الخير أن نسوق بعض الأحكام التى ملأ بها الكاتب صفحات كتابه دون نقد أو تمحيص:
أولاً:
صفحة 60، 61 من الجزء الأول: " كان بعض الأعراب يذبحون الكلاب كقبيلة أسد أو يأكلون لحوم الناس كقبيلة هذيل.. كما أن بعض الأعراب كانوا يأكلون الحيات والعقارب والجعلان والخنافس أو حتى القمل ".