ثانياً:
يذكر المؤلف فى صفحة 94، 95 أن تاريخ ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم غير معروف بالضبط، ويتشكك فى ربطه بعام الفيل، ويوحى بأن ذلك ناشىء عن محاولة الربط بين مولده وهذا الحادث القومى بالنسبة لقريش، ومن الغريب أن يعتمد فى ذلك على معجم البلدان لياقوت، وهو كتاب متأخر ويعتبر من الكتب الجغرافية لا التاريخية، كما يعتمد على ثلاثة مراجع فرنسية، يفعل هذا على حين يترك المصادر التاريخية المتقدمة الأصيلة مثل تاريخ الطبرى وسيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد وفتوح البلدان والروض الأنف..
ثالثاً:
فى صفحة 198 من الجزء الأول يقول المؤلف: " وفجأة فى سن الأربعين يملك محمد موهبة النبوة " وهذا التعبير غير لائق بجلال النبوة، فإنها ليست موهبة فطرية كالمواهب الأخرى، ولكنها اصطفاء من الله للأخيار الذين اجتباهم من عباده المخلصين.
رابعاً:
يستبيح المؤلف لنفسه أن يسرد عبارات تصف القرآن بأنه من صياغة محمد صلى الله عليه وسلم مثل قوله فى صفحة 99 من الجزء الأول: " ومع ذلك فلم يرد على لسان النبى فى القرآن.. " ويقول فى صفحة 125: " وقد أناب فيه أبا بكر صديقه ليقرأ عليهم سورة براءة التى يتبرأ فيها محمد ممن يحج من المشركين " وكأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الذى ألف هذه السورة ليتبرأ فيها من المشركين مع أن أول السورة " براءة من الله ورسوله ".
خامساً:
فى صفحة 250 يصدر المؤلف حكماً غريباً يهدم الشريعة الإسلامية من أساسها، حيث يقرر أن الوحى كان يتم فى المنام، وكأنه أضغاث أحلام فيقول عن الوحى: " إنه كان ينزل عليه وهو نائم ".
سادساً:
يدعى فى صفحة 250 أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كان ينسخ بعض الآيات ويأتى بأخرى محلها " وكأنه هو الذى ألف القرآن ثم أجرى فيه بعض المحو والأثبات، وكأنه ليس وحياً سماوياً منزلاً.
على أن موضوع النسخ فى القرآن محل جدل بين علماء المسلمين، وعلى فرض ثبوته فهو من عند الله وحده وهو تدرج فى التشريع موحى به من عند الله لا من عند محمد ـ صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: