نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان جلد : 1 صفحه : 115
وكان هذا الصلح فتحًا حقًا، فقد توافدت قبائل العرب إلى المدينة تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلن دخولها في الإسلام، وكذلك أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على استئصال بقايا اليهود من جزيرة العرب، وفتح خيبر، وقسم خيراتها فيمن كان معه على الصلح، وكذلك عظمت قيمة الإسلام والمسلمين في عيون قريش وقبلوا المفاوضة، ومهد هذا الصلح للفتح الأكبر (فتح مكة) .
ومن هنا نأخذ مدى دور مسايرة الوضع الملائم في حدود رضا الله، ونعرف مدى ذلك في فلوج النصر وحميد العاقبة، وتحقق العز والرفعة، ولقد كان ذلك واضحًا جليًا في هذا الصلح وفي غزوة تبوك، وغزوة بدر.
وكان ذلك كله خير ورفعة وعاقبة حميدة للمسلمين، وهنا نرى ضرورة مسايرة الحال الملائم للوصول إلى مصلحة أعظم ودفع مفسدة أخطر.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في الفوائد الفقهية لصلح الحديبية: "إن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضيم على المسلمين جائزة للمصلحة الراجحة، ودفع ما هو شر منه، ففيه دفع أعلى المفسدتين، باحتمال أدناهما" [1] . [1] زاد المعاد في هدي خير العباد - صلى الله عليه وسلم - (3 / 86) .
نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان جلد : 1 صفحه : 115