وهذه الوسيلة الإخبارية هي الوسيلة التي اعتمد عليها الدين، في نقل الشرائع الربانية للناس، وفي نقل سائر التعاليم والبيانات الدينية، والمعارف الغيبية، عن طريق الرسل والأنبياء المؤيدين بالمعجزات وخوارق العادات، شهادة من الله لهم بأنهم صادقون فيما يبلغون ربهم، وكذلك وجه الإسلام للاعتماد عليها في تحصيل كثير من المعار التي توصل إليها العلماء بمسالكهم، وأمر بسؤال أهل الذكر.
ولما كانت الوسيلة الإخبارية وسيلة قد يدخلها الكذب [1] أو الوهم في نقل الخبر، إذا كان المخبر إنساناً عادياً غير مؤيد بالمعجزة، أي: غير معصوم عن الكذب أو الخطأ، وضع الإسلام منهجاً دقيقاً جداً في تحري الأخبار، وفي تمييز مستوياتها - ثقة وضبطاً وفي اتخاذ ما يجب اتخاذه من احتياطات وتحفظات-، ونهض علماء المسلمين بالتحرير والتمحيص، وكان لهم في هذا المجال أدق الضوابط، وأكثرها سلامة وإتقاناً، لا سيما ما يتعلق منها بنقل النصوص الدينية، وأعرض فيما يلي فكرة وجيزة عن منهج الإسلام بالنسبة إلى المستندات الإخبارية. ليكشف القارئ مدى مغالطات الناقد (د. العظم) حول منهج الإسلام.
يتلخص المنهج الإسلامي بالنسبة إلى المستندات الإخبارية بتقسيم الخبر إلى خمسة أقسام رئيسية:
* القسم الأول: الخبر المقطوع بصدقه.
* القسم الثاني: الخبر الذي يترجح جانب احتمال الصدق فيه على جانب احتمال الكذب.
* القسم الثالث: الخبر الذي يترجح جانب احتمال الكذب فيه على جانب احتمال الصدق.
* القسم الرابع: الخبر المقطوع بكذبه.
* القسم الخامس: الخبر المشكوك فيه. [1] كما يصنع (العظم) فيما ينقل من أخبار.