ضر..) [1].
ويوضح الشيخ عبد الله بن بليهد رحمه الله أن دعاء غير الله شرك أكبر، وإن كان فاعله يعتقد أن الله بيده النفع والضر.. فقال رحمه الله:
(فإن قال قائل إن من يدعو النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء لا يعتقد أنه يملك نفعا أو ضرا، ولا يطلب ذلك منه. وأن قوله عند قيامه، أو دخوله، أو خروجه أو غير ذلك من أحواله يا رسول الله أو يا فلان إن أراد به طلب النفع والضر فهو شرك، وإن أراد أنه يشفع له عند الله أو يقربه إلى الله فهذا ليس بشرك.
فيقال إن شرك المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هو بتعلقهم على الأنبياء، والصالحين لطلب القربة، والشفاعة، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [2][3].
ولما سئل أحد العلماء: هل النداء بمعنى الدعاء أم بينهما فرق؟ كان جوابه: لا فرق بينهما، وتفريق من فرق بين النداء والدعاء تفريق يرده الكتاب والسنة واللغة ... - ثم ذكر الأدلة من الكتاب والسنة ثم قال:
وقال في "المصباح": النداء الدعاء، وقال النحاة النداء هو الدعاء بأحرف مخصوصة[4].
ويرد الشيخ صالح بن أحمد على من ادعى أن حياة الشهداء في قبورهم حياة حقيقية، فيقول:
(إن حياة الشهداء في قبورهم كما قال تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} [5] فنؤمن بأننا لا نشعر بحقيقة حياتهم التي أخبرنا بها سبحانه وتعالى، وهو المختص بحقيقة علمها، وأما الأستاذ[6] فحمل قوله تعالى: {لا تَشْعُرُونَ} [7] على عدم شعوره بالسرور والنعيم الذي هم فيه، وهذا مبلغ علمه.
1 "البيان المفيد"، ص 6. [2] سورة الزمر آية: 3. [3] خطاب ابن بليهد أثناء اجتماع علماء الحجاز ونجد، ص 17. [4] جريدة أم القرى، عدد 285. [5] سورة البقرة آية: 154. [6] يقصد محمد بن أحمد نور، وسبق نقل قوله. [7] سورة البقرة آية: 154.