يقرر ابن عفالق معنى التوحيد -عندهم- فيقول:
(التوحيد إفراد القديم من الحدث، وإفراده بالربوبية والوحدانية، ومباينته تعالى لجميع مخلوقاته ... ) [1].
ويذكر القباني إقرار المشركين الأولين بتوحيد الربوبية، لكي يدافع عن مشركي زمانه ممن يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فيقول:
(فهل سمعت عن أحد من المستغيثين أنه يعتقد في الرسول صلى الله عليه وسلم أو في الولي المستغاث به أنه إله مع الله تعالى يضر وينفع، ويشفع بذاته كما يعتقد المشركون فيمن عبدوه..) [2].
ويدعي محمد بن عبد المجيد نفس الدعوى السابقة، وأن مشركي العرب لم يقروا بربوبية الله، فيقول:
(إنما كفر أهل الجاهلية بعبادة الأصنام لتضمنها اعتقادهم ثبوت شيء من صفات الربوبية لها ... -ثم يقول- ومن هذه الحيثية شركهم وكفرهم؛ لأن صفاته تعالى تجب لها الوحدانية بمعنى عدم وجود نظير لها إلا قائم بذاته تعالى ولا بذات أخرى) [3].
فإذا كان مشركو العرب منكرين لشيء من صفات الربوبية -على حد زعمه- (فأين هذا ممن يستغيث من المسلمين بنبي أو ولي معتقدا أنه لا يملك نفعا ولا ضرا) [4].
ويدافع "الحداد" عن أتباعه من عباد القبور، فيقول:
(.. هؤلاء مهما عظموا الأنبياء والأولياء فإنهم لا يعتقدون فيهم ما يعتقدون في جناب الحق تبارك وتعالى من الخلق الحقيقي التام العام، وإنما يعتقدون الوجاهة لهم عند الله في أمر جزئي، وينسبونه لهم مجازا، ويعتقدون أن الأصل والفعل لله سبحانه) [5].
ويقرر "دحلان" أن الشرك هو اعتقاد التأثير لغير الله، وليس هناك مسلم يعتقد التأثير لغير الله، يقول: [1] جواب ابن عفالق على رسالة ابن معمر، ق65.
2 "فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب"، ق61.
3 "الرد على بعض المبتدعة من الطائفة الوهابية"، ص11 باختصار.
4 "الرد على بعض المبتدعة من الطائفة الوهابية"، ص15، 16 باختصار.
5 "مصباح الآنام"، ص5.