مسيلمة قد ظهر بوادي حنيفة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المشهور " أنهم لا يزالون في فتنة من كذابهم إلى يوم القيامة.. " [1].
ويذكر سليمان بن عبد الوهاب الدليل على بطلان دعوة أخيه الشيخ الإمام، وهو أن موطنه بلاد المشرق، بلاد مسيلمة الكذاب، فيقول:
(ومما يدل على بطلان مذهبكم ما في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " رأس الكفر نحو المشرق " [2] فلو علم أن بلاد المشرق خصوصا نجد بلاد مسيلمة أنها تصير دار الإيمان، وأن الطائفة المنصورة تكون بها.. وأن الحرمين الشريفين واليمن تكون بلاد كفر تعبد فيها الأوثان، وتجب الهجرة منها، لأخبر بذلك، ولدعى لأهل المشرق خصوصا نجد، ولدعى على الحرمين واليمن وتبرأ منهم، إذ لم يكن إلا ضد ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم عم المشرق، وخص نجداً بأن منها يطلع قرن الشيطان) [3].
ويسوق (الحداد) بعض تلك الفرية، فيزعم أن الشيخ الإمام هو قرن الشيطان، يقول الحداد في كتابه "مصباح الأنام":
(وقد استنبط العلماء من مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم "يطلع منها -أي نجد- قرن الشيطان" من معجزاته، لأنه أتى بالياء للاستقبال؛ لأن مسيلمة لعنه الله، في حياته عليه السلام طلع، وادعى النبوة، وهلك في خلافة الصديق..، ولم يطلع قرن الشيطان إلا بعد الألف والمائة والخمسين، وهو محمد بن عبد الوهاب رأس هذه البدعة وأسها) [4].
ويورد (الحداد) بعضا من علامات الخوارج، ليدعي زورا وجودها عند الوهابيين، فيقول كاذبا:
(وأهم من ذلك كله ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المبينة لعلامات الخوارج، مما يبين أن ابن عبد الوهاب وأتباعه منهم، ككونهم من نجد، وكونهم من المشرق، ومعلوم أن نجدا شرقي المدينة، وكون سيماهم التحليق، مع كونهم من المشرق) [5].
1 "جواب ابن عفالق على رسالة ابن معمر" ق56. [2] صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق (3301) , وصحيح مسلم: كتاب الإيمان (52) , ومسند أحمد (2/418 ,2/506) , وموطأ مالك: كتاب الجامع (1810) .
3 "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب" ص44، 45 باختصار، وهو مطبوع بعنوان "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" -كما تقدم-. [4] ص7. [5] ص5 باختصار.