responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 164
قبل منذ مئة سنة نخطئ إذ نبحث المسألة من زوايا متعددة، فتشعب علينا الأمور. وأحيانا نترك الطريق ونخرج عن الجادة. على أننا اليوم نتوقع بفضل ما يطرؤ ويدور في المجتمع العربي الناشئ من نهضة جديدة تحقيق مجتمع أفضل. وعلى ضوء هذه الكلمات نفهم ما عنى به الزعيم جمال عبد الناصر في تصريحاته أمس حينما قال: إن بناء المجتمع يتطلب تنمية إقتصادية وطاقات روحية. ولم يقل تنمية إقتصادية فقط.
ولقد عدنا والحمد لله نقرن الأشياء ولا نمزقها، لأن الحقائق العلمية والاجتماعية والرياضية إذا مزقت فإنها لا تكون من الأجزاء حقيقة. فينبغي علينا أن نحتفظ بكيان الحقائق. لأن الحقائق لا تؤدي مفعولها في التاريخ إلا بوصفها أشياء كاملة. فإذا أردنا أن نبني مجتمعا أفضل فهذا يعني أننا نبني مجتمعاً متحضراً، وهو بدوره أيضاً يعني أنه لابد أن نعمل لتكوين حضارة.
وإن نظرة واحدة إلى نهضتنا البعيدة، حينما نهضنا على صوت زعمائنا الأقدمين كجمال الدين ومحمد عبده والشيخ رشيد رضا، حينما سمعنا هذه الأصوات الجليلة وأيقظتنا من سباتنا فأين توجهنا؟ إننا توجهنا بالطبع في طريق الحضارة. ولكنا بكل أسف من غير أن نحدد الهدف ونوضح معالم الطريق. فلو أننا وازنّا سيرنا الحضاري بسير حضارة أخرى، فسوف نشعر في عصر السرعة، في العصر الذي يخضع فيه التطور الاجتماعي إلى عوامل التاريخ، إلى عوامل التسريع، بأننا نسير في بطء. وهذه الحقيقة تتجلى بكل وضوح في مقارنة بسيطة. فحينما استمعنا لأول مرة لمنادي النهضة العربية الإسلامية وهو جمال الدين الافغاني سنة1858 نهضنا وبدأنا السير.
ولكن فلنوازن سيرنا ونتائجه الاجتماعية بسير مجتمع آخر استيقظ بعد عشر سنوات سنة 1868 وهو مجتمع اليابان. أيقظه الإستعمار كما أيقظنا نحن، فقد دقت على بابه يد الإستعمار الحمراء وشعر بأن كيانه مهدد، ففتح الأبواب له ولأفكاره

نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست