responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 159
غير أني أحب أن أعبر عن المشكلة لا بلسان الدين، ولكن باللسان البسيط، بلسان الأدب. فما هي المشكلة وكيف نعبر عنها؟ ولماذا يحيا الفرد؟ ولماذا يتصل بالمجتمع؟ ولماذا لا يستطيع أن ينفصل عنه؟
وهنا سأجيب بكل بساطة فأقول: إن الغاية من ذلك كله تحقيق سعادته.
فالفرد إذ يتصل بالمجتمع فإنما ليحقق سعادته، وما أتت الأديان والفلسفات إلا لتحقق السعادة، وما خططت السياسات إلا لهذا الغرض. ولكن ما هي هذه السعادة التي نتطلع إليها؟ وما هو الشيء الذي يحققها؟ لو أردنا أن نستخدم لغة العصر، وهي لغة الإقتصاد الذي يسيطر اليوم على عقولنا وعلى سير التاريخ، لو أردنا أن نقبس من هذا المنطق لندخل في موضوعنا فإننا نقول: إنه متوسط الدخل السنوي للفرد؛ فلو أنني أخذت قائمة متوسط الدخل السنوي للفرد عالميا، فإنني سوف أجد فيها مئات الأرقام طبعا، ولكني سأكتفي منها بأرقام ثلاثة.
فمتوسط الدخل السنوي للفرد في العالم يتراوح بين 1850 دولارا في أميركا إلى 38 دولارا في جمهورية ليبريا. هذا هو سلم الدخل السنوي في العالم، من أول درجة فيه إلى أسفل درجة.
ولو أني أمسكت بطرفي السلم وبحثت عن نقطة الوسط لا من جهة الأرقام
بل من جهة المستوى الإقتصادي، وبالنسبة للحقائق الأخرى كتجنيد الطاقات الاجتماعية وحل مشكلة البطالة، وحل مشكلة الأمية، وبكلمة واحدة بالنسبة لتحقيق سعادة الفرد، فإننا نرى حسب ما نعلم عن الحياة وعن توزيع الثروة العالمية والمستوى الاجتماعي في العالم، أن متوسط الدخل في العالم هو 200 دولار سنوياً. وهذه النقطة تتفق بالضبط مع حياة ودخل اليابان. فمتوسط الدخل الفردي في اليابان 200 دولار، وبه يتحقق للفرد الياباني جميع الضمانات. أعني 200 دولار تحل جميع مشكلات المجتمع الياباني، فإنه لا أمية فيه ولا مرض وبائياً ولا فقر بصفة وبائية. فالحياة الإجتماعية منظمة تحقق للإنسان ما نسميه السعادة

نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست