نام کتاب : المجتمع والأسرة في الإسلام نویسنده : الجوابي، محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 35
شرعها الله تعالى فقال: "من حج لله، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" [1].
ومعلوم أن محو الذنوب خاص بما بين المسلم وبين ربه. أما حقوق العباد فعلى الحاج أن يرجعها إلى صاحبها. وإلا طولب بها يوم القيامة.
الإفلاس يوم القيامة
يحصل الإفلاس يوم القيامة لمن يسلك في الدنيا سلوكًا متناقضًا، فيؤدي العبادات المفروضة دون أن يفقه أهدافها، فيعتدي على الناس ويحسدهم، ويبغضهم، ويسيء القول إليهم، فيشتم، ويكذب، ويشهد شهادة الزور، ويمشي بالنميمة، ويطعن في الأعراض، ويمنع حق غيره، ويظلم، لأنه أدى العبادات شكلًا، ولم يفقه حكمتها، فلم يحصل له وازع يردعه عن المنكرات.
فإذا كان يوم الحساب وجد في حسناته ثواب العبادات التي أداها من صلاة وزكاة وصوم، ووجد في مقابلها حقوق الناس المتراكمة عليه، فيعطيهم من ثواب عباداته، فلا يكفي ذلك لكثرة ما لهم عليه، فترمى عليه خطاياهم، فتغمره، فيفلس، فيكون من أهل النار، فيلقى فيها.
عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتدرون ما المفلس"؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن [1] صحيح البخاري 25، الحج 4، باب فضل الحج المبرور ج1: 265 واللفظ له. وصحيح مسلم 15، الحج 79، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة، حديث 438ج 4: 107.
سنن النسائي 24، المناسك 3، باب ما جاء في فضل الحج وثوابه ج 5: 114.
نام کتاب : المجتمع والأسرة في الإسلام نویسنده : الجوابي، محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 35