خطب لعمر عبد العزيز:
1- من وصل أخاه بنصحيته له في دينه، ونظر له في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه، فاتقوا الله؛ فإنها نصيحة لكم في دينكم، فاقبلوها، وموعظة منحية في العواقب، فالزموها[1].
2- "أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي، فتخسر صفقتي، وتظهر عورتي، وتبدو مسكنتي، في يوم يبدو فيه الغني والفقير، والموازين منصوبة، فلقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم لانكدرت، ولو عنيت به الجبال لذابت، أو الأرض لانفطرت. أما تعلمون أنه ليس بين الجنة والنار منزلة، وأنكم صائرون إلى إحداهما"[2].
3- "ما الجزع مما لا بد منه، وما الطمع فيما لا يرجى، وما الحيلة فيما سيزول! وإنما الشيء من أصله؛ فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها، فما بقاء فرع بعد أصله! إنما الناس في الدنيا أغراض تنتضل فيهم المنايا، وهم فيها نهب للمصائب، مع كل جرعة شرق، وفي كل أكلة غصص، لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يعمر معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله، وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم، فأين المهرب مما هو كائن"[3].
4- "إن الدنيا ليست بدار قرار، دار كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فكم من عامر موثق عما قليل يخرب، وكم مقيم مغتبط عما [1] الطبرى جـ6 ص571-572. [2] شرح نهج البلاغة المجلد الأول ص470. [3] الأمالي جـ2 ص100.