نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 587
والتعليم، والوقوف في وجه تيار المفاهيم الباطنة التي أراد الفاطميون أن ينشروها من خلال المدارس التي أسسوها، لتحريف الفكر الإسلامي، وإفساد أصوله وفروعه، مع إبقاء مظهر الانتماء إلى الإسلام نفاقًا.
ولم يقتصر إنشاء المدارس في هذين العهدين على ما كان يأمر به السلطان، بل توجهت عناية كثير من المسلمين الموسرين من أفراد الشعب لإنشاء المدارس، ابتغاء مرضاة الله، على اختلاف مراكزهم الاجتماعية، ومنهم بعض بنات الأمراء والسلاطين.
وكان من هذه المدارس مدارس خاصة بتخريج الأطباء، والصيادلة، والكحالين "= أطباء العيون" والمهندسيين وغيرهم من أصحاب التخصصات الدنيوية المدنية.
وكان من هذه المدارس مدارس متخصصة ببعض العلوم الإسلامية، أو العلوم المساعدة كاللغة العربية.
حتى بلغ عدد المدارس في دمشق وحدها قرابة عدد أيام السنة، وكانت هذه المدارس تستضيف الزائرين الوافدين إلى دمشق من طلاب العلم، وباستطاعة الوافد أن يتنقل زائرًا من مدرسة إلى أخرى طوال حول كامل، دون أن يكرر زيارته لأي واحدة منها، وفي زيارته يستضاف استضافة تامة.
وكان الموظفون في هذه المدارس يخضعون لنظام توظيفي يحدد أعمال كل موظف، ومسئولياته في وظيفته، وراتبه.
ولكل مدرسة من الأوقاف ذوات الغلة، ما تكفي غلتها النفقات التي تحتاجها المدرسة، للطلاب والأساتذة والموظفين، والترميمات وغيرها.
ومن وظائف هذه المدارس التي اشتملت عليها صكوك الوقفيات ما يلي:
- كاتب الغيبة: وهو المسئول عن تسجيل أسماء الذين يتغيبون من الطلاب عن حضور الدروس، وما فاته حضوره من أبواب أو فصول العلم الذي
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 587