responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 121
وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لذلك كان من واجبنا أن نتبصر بعوامل الهدم الداخلية التي منينا بها، فنصلح ما في أنفسنا، وعند ذلك نجد أنفسنا قادرين على إخباط مكايد أعدائنا، مهما كانت قوية، ومهما كانت ماكرة مقنعة.
ولدى البحث الواعي عن عوامل الهدم الداخلية المثيرة للحزن والألم في معظم المجتمعات التي تنتسب إلى الإسلام تبدو لنا عدة عوامل كبرى، منها العوامل التالية:
العامل الأول:
فقدان الإدراك السليم الكامل الشامل لأسس الحضارة الإسلامية، وفقدان هذا الإدراك الشامل يسبب تشتت العاملين في بنائها في جهات متباينة، أو يسبب تصادمهم وتصارعهم.
ومثل هذه الحضارة بين أيدي العاملين في سبيلها، مع فقدن هذا الإدارك الشامل يسبب تشتت العاملين، كمثل ثوب مفصل تفصيلًا محكمًا، أمسك كل فريق من الناس بطرف من أطرافه في الجهات الأربعة المتضادة، وأخذ كل فريق منهم يجذبه إليه بكل ما لديه من قوة وعنف.
إنه لا يلبث حتى يمسي قطعًا ممزقة، فالكم الأيمن في أيدي فريق متجه إلى الغرب، والكم الأيسر في أيدي فريق آخر متجه إلى الشرق، والجيب في أيدي جماعة متجهة إلى الجنوب، والذيل في أيدي آخرين متجهين إلى الشمال، وسائر الثوب مطروح من الأرض لا يجد من يحمله، أو يهتم به ويصونه، واستغنى كل فريق بما لديه من قطع الثوب الممزق، معتزًّا به، ظانًّا أنه قد ظفر بما يكفيه من الثوب.
وكذلك الحضارة الإسلامية بين أيدي أهلها اليوم.
العامل الثاني:
توجيه كل طاقات العمل الممكنة دفعة واحدة للقيام بأهون الجزئيات

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست