[حسرات المنصرين] حسرات المنصرين يخبر المولى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أن الكافرين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، وأنهم سيغلبون ثم تكون نفقاتهم عليهم حسرة قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36] [1] قال ابن كثير رحمه الله: (أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع الحق فسيفعلون ذلك ثم تذهب أموالهم، ثم تكون عليهم حسرة أي ندامة؛ حيث لم تجد شيئا، لأنهم أرادوا إطفاء نور الله، وظهور كلمتهم على كلمة الحق، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وناصر دينه ومعلي كلمته، ومظهر دينه على كل دين، فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار، فمن عاش منهم رأى بعينه وسمع بأذنه ما يسوؤه، ومن قتل منهم أو مات فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي) [2] .
وقول الله حق، وخبره صدق، آمنا به وصدقناه، ورأينا شواهده أمامنا، وأثناء قراءتي في وثائق المنصرين عن التنصير عثرت [1] سورة الأنفال، الآية: 36. [2] تفسير القرآن العظيم 2، ص: 307.