على الإسلام ثم تقضي عليه، ويتم لها التخلص من الحائل الذي يحول دون تملكها لآسيا وأفريقيا [1] ويقدر رينيه جروسيه أحد المؤرخين النصارى هذا التوجه الاستراتيجي للملك لويس التاسع بقوله: (إن الملك لويس التاسع كان بذلك في مقدمة كبار ساسة الغرب الذين وضعوا للغرب الخطوط الرئيسة لسياسة شملت مستقبل أسيا وأفريقيا بأسرهما) [2] .
وكان من ضمن ما تضمنته خطة لويس التاسع ما يلي: (تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية تستهدف الغرض نفسه، لا فرق بين النوعين إلا من حيث نوع السلاح المستخدم في المعركة، وتجنيد المبشرين الغربيين في هذه المعركة السلمية لمحاربة الإسلام، ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنويا، واعتبار هؤلاء المبشرين في تلك المعارك جنودا للغرب) [3] .
وتبنت الدول العظمى هذه السياسة فحملت رايات التنصير؛ لأنه يحقق لها الأهداف التي تتطلع إليها سواء كانت دينية أم سياسية أم اقتصادية، إذ في عام 1920م أصدرت لجنة التبشير الأمريكي- التي تهتم بالاستفادة من مناسبات الحروب للتنصير- كتابا ذكرت في [1] حقيقة التبشير، ص: 153. [2] المصدر السابق، ص: 153. [3] حقائق عن التبشير، تأليف عماد شرف، ص: 9- 10.