باب غايات التعليم في بلاد المسلمين
...
غايات التعليم في بلاد المسلمين
حث الإسلام على طلب العلم والاجتهاد في تحصيله. بغية المنفعة العامة لا الخاصة حتى أن يتعلم الإنسان العلم ليعلمه غيره ولا يبخل به على أحد ولا يكتمه. وإلا عرض نفسه للعذاب وشديد العقاب.
وقد رأينا كيف نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأشعريين حالهم لأنهم لم يعلموا جيرانهم الجهلاء. وأعطاهم مهلة عام ليعلموهم ويثقفوهم. وإلا عاقبهم على ذلك أشد العقاب. وما عليه المسلمون اليوم لا ينبيء بخير. فقد اتخذوا العلم وسيلة لا غاية. وسيلة يصلون بها إلى مؤهل يمكنهم من وظيفة معينة وانصرفوا عن تحصيل العلم لذاته. وتركوا الهدف الأسمى والغاية العليا من التعلم. ولم نجد من يخلص للعلم والتعليم إلا قليلا ممن هدى الله.
فيجب أن يوضع في أذهان طلاب العلم وأن يوضح لهم غايات العلم والتعلم والهدف الأسمى من التعليم منذ المرحلة الأولى للتعليم حتى يشبوا راغبين في العلم لا راغبين عنه. وأن يكون المعلمون صادقين في رسالتهم. قدوة لتلاميذهم حتى تتحقق الغاية العظيمة. ويثمر العلم وتسير الأمة على هدى من ربها إلى عزتها. وقوتها. وحضارتها واستعادة مكانتها في قيادة ركب الحضارة. وتوجيه البشرية.